كارت أحمر

الرياضة من جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

سئلت، ما رأيك أن تكتب عموداً أسبوعياً في الشأن الرياضي في جريدة البيان؟ فتساءلت بيني وبين نفسي، ما علاقة من يعشق الفكر والأدب والتحليل السياسي، ويعلق على الأحداث العالمية وحوار الحضارات وإصلاح الفكر الديني، بالرياضة، وهل سأستطيع فعلاً أن أدلو بدلوي في المجال الرياضي، دون أن أجد نفسي أتحدث عن النظريات السياسية والاجتماعية..

وأعرج بعقلي إلى ملف إصلاح الفكر وبناء الإنسان المعرفي، لأتقمص شخصية الكاتب الرياضي، وأنا أعلم مدى اختلاف المجالين، فوجدت نفسي أفكر كعاشق يجرفه الهيام بعيداً عن التفكير المنهجي والتسلسل المنطقي لاتخاذ القرار، فالأخ أحمد الحوري يعلم أنني رياضي سابق، ورجل مغرم بكرة القدم.

ولاعب سابق في المراحل السنية في نادي الوصل، وقد مثلت منتخب الإمارات الوطني في المراحل السنية على مستوى الناشئين والشباب، قبل أن أهجر معشوقتي كرة القدم، من أجل عيون الدراسة خارج الدولة والإصابة اللعينة.

مكثت ربع ساعة وأنا صامت أفكر في الأمر، وأنا أحتسي القهوة ببطء، تمر في مخيلتي الذكريات، فكانت أطول فترة أحتسي فيها قهوة في حياتي، ووجدتني أقول، نعم، بلا تردد في داخلي، وقلت لنفسي لا بد أنه نداء القدر، لأتناول ملفات رياضية تشغل بالي منذ سنين طويلة، ومن يدري، فقد أطرح بعض القضايا التي قد تسهم في إيجاد حلول مستدامة لبعض التحديات القائمة والقادمة.

فأنا من جيل الطيبين، وتنهيدة على الزمن الجميل، الذي أعطى للرياضة بصورة عامة، ولكرة القدم بالتحديد في الإمارات بعداً آخر، وحول كرة القدم من التصنيف الرياضي للتصنيف الثقافي والفني، وكان الملعب، بغض النظر عن اللعبة، هو بيت المشجع الثاني، وكان النادي عبارة عن حاضنة اجتماعية، يتكاتف فيه الجميع..

ويتكافل من أجل الشعار الذي يعشقه، والرياضة كانت خالصة من أجل المتعة الرياضية، وكانت الملاعب حبلى بالمواهب الفذة، فعامل الجذب كان حاضراً، وكانت الرياضة هي التسلية الرئيسة لفئة كبيرة من السكان، تجد فيها متنفساً جميلاً من روتين الحياة اليومية، ومخدراً مؤقتاً لمشاكل الحياة، وكان اللاعب يتقاضى آلافاً معدودات، مقارنة مع ملايين اليوم، ولكن لو جمعت 90 % من لاعبي كرة القدم، على سبيل المثال، اليوم..

لن يصلوا إلى 50 % من موهبة سهيل سالم أو زهير بخيت أو عبد الرزاق إبراهيم أو سالم بوشنين أو رجب عبد الرحمن أو جمعة ربيع أو جاسم محمد أو مبارك غانم أو عدنان الطلياني أو فاروق عبد الرحمن أو سعيد عبد الله أو سعيد صلبوخ أو ناصر خميس، وغيرهم من النجوم السابقين للكرة الإماراتية، والنجوم الأجانب، مثل محمد بولو ومحيي الدين هبيطه وقاسم بور وجورج الحسن، والقائمة تطول، فالرياضة كانت متعة، والجمهور غير مؤجر، رياضة تجمع ولا تفرق الشمل، وأخلاق ومنافسة، ليس فيها ضرب تحت الحزام بين الأندية، «والمعزب» كانت الموهبة.

Email