في الرابعة

متطوعون "شو"!

ت + ت - الحجم الطبيعي

*كثر المتطوعون على صفحات التواصل الاجتماعي، وبلغ عدد متابعيهم الملايين، متكئون على جدار الوطن، وفي الحقيقة هم باحثون عن عدد المتابعين الأكبر، وعن أضواء الإعلام والشهرة، حيث باتت الشهرة مغرية وداعمة لهم، والله أعلم بالنيات وما تخفيه نفوسهم، ولكن سيماهم في وجوههم..

والنيات ستظهر مع الوقت لا محالة، وفي ظل زحمة الحملات التطوعية في عالمنا الرياضي، ومحاولة كل جهة أن تبرز من خلال التسويق لحملتها على طريقتها الخاصة، وجدنا أناساً يبحثون عن المادة التي هي دافعهم الأهم والأول، وآخرون يبحثون عن الظهور الإعلامي، وغيرهم يريدون كسب العلاقات، ومن يطمع بأن يكون قدوة لغيره وهم قلة قليلة مع الأسف الشديد.

*نجد نجوماً من لا شيء، وأبطالاً من خيال، وأناساً يبيعون لنا الهواء في قنينة ماء، وصفحات الجرائد تنشر صورهم، وشركات دعاية وإعلان تطاردهم، كل ذلك تحت مسمى «متطوعون باسم الوطن»، حاملين شعارات ولا أجمل، ويحفظون تلك الكلمات الرنانة والمؤثرة التي لها دور كبير في إقناع المستمع وجذبه بطريقة ذكية، مستغلين بذلك حبه وولاءه لوطنه الإمارات..

هذا الوطن الكريم الكبير بعطائه وحبه لأبنائه وكل شعوب العالم، وكم هو صبور هذا الوطن، المعطاء الذي ما بخل يوماً بالعطاء، كم هو مسكين ليتحمل كل هؤلاء المتسلقين عليه، والمتلونين بألوانه للظهور وكسب المال وجذب المتابعين، دون أن يقدموا له ولو أقل القليل من الكثير الذي قدمه لهم، وما شاهدناه عبر شاشتنا الصغيرة في الهاتف المحمول الذي أصبح وسيلة إعلامية قوية جداً تنافس كل القنوات والوكالات الإخبارية، جعلنا نطلق على كل شخص صفة «إعلامي» و«متطوع» بعد كل صورة التقطها في عمل تطوعي إنساني، ووسطنا الرياضي مليء جداً بأمثاله.

وعذراً فالمساحة لا عن كل حدث رياضي شهدناه وضم وجودهم ليكونوا هم الحدث، والتصوير هو الهدف، وفي النهاية لا نرى التقدير في الجانب الآخر لمن خدم الرياضة، ومن هو من أهل البيت، أما الاحترام والاهتمام فلأصحاب «الشو».

*ولأن الوطن أغلى من كل غال، علينا نحن أشخاصاً ومؤسسات، ألا نمجد أمثال هؤلاء، ولا نعطيهم أكبر من حجمهم احتراماً للوطن، وكفانا أن نمنحهم أسماء لا تليق بأفعالهم، وكفانا اهتماماً بهم باعتبارهم من ذوي الإنجاز وهم في الحقيقة ذوو تظاهر وعشاق للفلاشات، كفانا فتح أبواب المجال لمن هم خارج المجال وأهدافهم من الدخول أخرى، ولأن الله أعلم بالنيات وبمن عمل بإخلاص ومن أراد الظهور من العمل، أقول: «في عصر السوشل ميديا لا تبحث عن خبر فالخبر يأتيك دون بحث وكفاية شو».

*وأخيراً، أختم مقالي بتذكير بسيط من سيدي ومعلمي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي علمنا معنى العمل التطوعي وضرورة الارتقاء بما نعمل.

Email