عندما تتكلم كرة القدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي من المباريات التي تطرد النوم من عينيك رغم تأخر موعدها.. كادت أن تكون ليلة تاريخية وفوزاً عريضاً لبرشلونة، كليلته المجيدة ذات الخماسية الشهيرة أمام ريال مدريد مورينيو، ولكن فارقاً بسيطاً منعها من أن تتحول لكارثة على جماهير مانشستر سيتي ولاعبيه. فمن شاهد الشوط الأول من مباراة برشلونة ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، أدرك أن السيرك قد بدأ، والسحرة في الحلبة، والسهرة عامرة ونقطة على السطر.. ولكن

ولكن.. والفارق كبير هنا، فأي فريق عادي كان سينهار تحت وطأة السحرة البرشلونيين بقيادة عميدهم ميسي، ولكن مانشستر سيتي لم يستسلم، وبدأ الشوط الثاني بقوة، وأبى أن يلعب دور المشاهد والمستمتع، ونجح في تذليل الفارق رغم قلة حيلته، وهاجم أمام ملوك الهجوم على الساحة الكروية العالمية، وخاصة أغويرو الذي حافظ على بصيص الأمل لفريقه في مباراة الإياب.

ولولا أغويرو والحارس هارت بالتحديد، لكنا شاهدنا نتيجة تاريخية وهزيمة ساحقة لمانشستر سيتي، وربما كان مدرب تشيلسي مورينيو استعان بالنتيجة لشن حرب نفسية كروية على مدرب مانشستر سيتي بيليغريني، وهو الخبير المحنك في هذا النوع من الحروب النفسية.

ولكن الأضواء كلها في تلك الليلة كانت «فوسفورية»، فالطرب الكروي الذي شاهدناه من جانب البارسا افتقدناه منذ فترة طويلة، لمسات إبداعية، وانتشار منظم، وأداء رجولي، ولا أذكر مباراة كهذه لراكيتيش من قبل مع البرسا، والرسام إنييستا عاد لرسوماته الجميلة، وسواريز استعاد بعضاً من حاسته التهديفية الغزيرة كأنه المتخصص في الشباك الإنجليزية والحارس هارت، والدفاع من بيكيه وماسكيرانو كان صخرة تتكسر أمامها هجمات المان سيتي، وتنطلق منها هجمات البرسا المعاكسة..

أما القصير والمكير ليونيل ميسي، فكانت ليلته التي ذكّر العالم مرة أخرى بأنه من طينة الأساطير، ولقّن البلجيكي كومباني درساً قاسياً، سيجعله يقف كثيراً قبل أن يطلق تصريحات يسخر فيها من برشلونة، عندما قال قبل المباراة: «إن مواجهة ستوك سيتي أقوى من مواجهة البرسا».

صحيح أنه أضاع ركلة جزاء، ولكن إضاعته لركلة الجزاء دفعت اللاعب الإنجليزي الشهير السابق غاري لينيكر للتغريد قائلاً: «عاجل، أخيراً ميسي يهدر ركلة جزاء حرمت فريقه من حسم التأهل باكراً للمرحلة المقبلة»، ولكنها لا تنقص من قدره، فميسي يبقى ميسي، وما قدمه كان موعداً مع التاريخ، مرر تمريرة الهدف الأول لسواريز.

وساهم بالهدف الثاني عبر التخلص من 4 مدافعين والتمرير إلى ألبا، وقدم فواصل من المراوغات والتمريرات حبست الأنفاس وانتزعت آهات المنافسين قبل المشجعين... أليس هو من رفعت لأجله لافتة في ملعب الاتحاد من مشجعي المان سيتي «أهلاً بك في منزلك يا ميسي»!

Email