مهلاً رونالدو

لا يختلف اثنان في ان البرتغالي كريستيانو رونالدو يعتبر أحد أبرز النجوم الذين أنجبتهم كرة القدم على الإطلاق، فاللاعب يتميز بقدمين ساحرتين، وضربات رأسية مميزة ومهارات وسرعة يحسده عليه كثيرون، بل وهو يثبت على أرض الملعب كل يوم ان شغفه وحبه لكرة القدم لا حدود لهما، وما سجله التهديفي الرائع مع ريال مدريد، والأداء الخرافي الذي يقدمه إلا دليل إضافي على أنه من نخبة الأساطير في هذه اللعبة.

ولكن...ما ينقصه هو غيضٌ من فيض... ينقصه أهم ما في الرياضة ألا وهو الأخلاق واحترام آراء الآخرين، فما فعله رونالدو مؤخراً في نهائي كأس أندية العالم عيّبٌ وعيبٌ وعيب....

فالفرنسي بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم أدلى بدلوه وبرأيه بأن من يستحق الحصول على جائزة أفضل لاعب في كرة القدم هو لاعب ألماني توّج بكأس العالم، وهو رأي يجب أن يحترم مهما كان توجهه، وفيه بعضٌ من المنطق الذي لا جدال فيه، ولا يجب أن يكون عنواناً لاختلاف وتصرف لا اخلاقي لمجرد انه ليس على «هوى» رونالدو.

فاللاعب البرتغالي تجاهل مصافحة بلاتيني، وتخطاه عمداً عند تسلم الميداليات الذهبية فقط لأن رأي رونالدو يخالف بلاتيني،، فالأخلاق هي الأساس، والرياضة إن لم «تهذب» النفوس فلا فائدة منها، ورونالدو أخطأ بفعلته، وأهان نفسه قبل ان يهين بلاتيني.

فبدا كمن يريد فرض رأيه « إما أنا أو لا أحد»، وهو منطق أعوج لا وجود له في كرة القدم، فهناك أساطير لم يحصلوا على الكرة الذهبية، ولم يعادوا ويحقدوا، والأسماء كثيرة من الفرنسي تيري هنري، والإيطالي ديل بيرو، والساحر بيرلو والبرازيلي روماريو وغيرهم الكثير.

اختلاف الرأي لا يجب ان يفسد للود قضية، وغرور رونالدو يخطف الكثير من وهجه وتألقه...

.مهلاً رونالدو، أنت الآن في قمة تألقك، إن كان لك وجهة نظر أثبتها في الملعب كما تفعل كل يوم، وتطربنا بمهاراتك وأهدافك ولمحاتك الساحرة، ولكن أن لا تحترم الآخرين لمجرد رأي بسيط، وخاصة وإن كان هذا الآخر لاعب أطرب وحصد في السابق جائزة الكرة الذهبية، أي أنه يفهم في كرة القدم جيداً، فهذا كثير، وكثيرٌ جداً.....

وتذكر..... إن وصلت إلى القمة،، فهناك على الدوام قممٌ أعلى تنتظرك...وإن كنت تفتقد للروح الرياضية، لن تصل بسهولة إلى قلوب عشاق كرة القدم....