وجهة نظر

كأس العالم يناديك

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدث الكثيرون عن حاجته إلى كأس العالم ليثبت أنه من أساطير كرة القدم، وبأنه من »طينة« المبدعين والعظماء، ولكن ما فعله حتى الآن أثبت أن كأس العالم بحاجة إليه أكثر، فقد بدأت أشم رائحة البطل، وأرى فيه صورة القائد الذي يحمل مصير فريقه على عاتقه، ويقوده إلى الفوز رغم أداء فريقه السيّئ.

»راقص التانغو« يعود بقوة إلى كأس العالم، يبدع ويطرب ويسجل أربعة أهداف حتى الآن، ويصنع »بحرفنة« هدف التأهل لبلاده لدور الثمانية بانطلاقة ساحرة، تخطى فيها مدافعاً حاول عرقلته، وجذب نحوه أربعة مدافعين آخرين محولاً الكرة على طبق من ذهب إلى زميله المبدع دي ماريا ليسجل هدف الفوز.

جديده في هذه البطولة صورته كقائد متحمل لمسؤوليته، ويحمل آمال شعبه ومحبيه على كتفيه...قائدٌ برز وزملاؤه نيام...أبدع ورفاقه غياب..هو الآن النجم الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في جميع مباريات فريقه.. وما زال بجعبته الكثير من المراوغات والمفاجآت..

أما المنتخب الأرجنتيني فهو محيّر جداً، وإذا ما وضعنا ميسي ودي ماريا جانباً، نراه منتخباً ضعيفاً يلعب بلا صانع ألعاب مركزي، ولا خط دفاع »يريح ويطمن«.. مهاجموه الذين أرعبوا دفاعات الأندية الأوروبية، يبدون بلا أنياب ولا مخالب ولا حول لهم ولا قوة. أما المدرب سابيلا، فهو الأحجية بعينها، حيث يعجز عن فك عقد المنتخبات التي يواجهها، ولا شك أنه نادم جداً على استبعاده مهاجم نادي جوفنتوس الإيطالي كارلوس تيفيز خاصةً بعد صيام مهاجميه الحاليين عن التهديف.

ووسط هذا الأداء السيئ للمنتخب الأرجنتيني، وتخطيه الصعب لحاجز »الجبنة السويسرية«، يبدو ميسي في أحسن حالاته، وهو ليس بحاجة ليثبت أنه الأفضل في العالم، لأنه في الواقع من مجرة أخرى لم يتم اكتشافها بعد، فهو ساحر عشقته الكرة، ورقصت على أنغام سحره، وهو يدرك أن سحره ليس ملكاً للأرجنتين وحدها، بل لكل عشاق الكرة المستديرة.

وهناك سؤال أعجز عن إيجاد إجابته... إذا كان ميسى بهذا المستوى وسط غيابٍ لزملائه، فكيف سيكون مستواه إذا عاد زملاؤه إلى التألق؟ هل ستعود الأرجنتين إلى واجهة الكرة العالمية؟ هل سيكون لراقص التانغو الضحكة الأخيرة؟ هل تكون للثنائي »ميسماريا« كلمة الفصل؟ هل ستعطي كرة القدم ميسي على قدر ما أعطاها؟

يراودني ذلك الإحساس الذي يدغدغ مخيلتي ومخيلة عشاق الكرة الساحرة... سيحمل كأس العالم هذه المرة... لن يفوت الفرصة أبداً.. ستكون بطولته هو... ستحمل اسمه وبصماته.. رغم صعوبة مهمة فريقه ومستواه المتذبذب والضعيف.

هي بطولتك يا من عشقتك الكرة... الأمر لك، وتاريخ كأس العالم 2014 ستصنعه أنت بقدميك ومهارتك... قد أكون مخطئاً، وقد أكون محقاً، ولكن إن صدقت توقعاتي، سيكون انتصارٌ للكرة الجميلة الممتعة... ولكي نصل إلى هذه المرحلة، ينبغي لميسى أولاً تذوق »الشوكولاته البلجيكية« الفاخرة و»هضمها«.. إما بمساعدة فريقه... أو بالطريقة الأصعب... طريقة ميسي!!

Email