وجهة نظر

هل تتكرر خيبة الماراكانا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أدري ما الذي فعله سكولاري بالمنتخب البرازيلي.. أو ما قصة الأداء الباهت الذي تتحفنا به البرازيل خلال بطولة كأس العالم الحالية.. ففي مباراة البرازيل الأخيرة مع تشيلي.. كان «الحظ» اللاعب رقم 13 مع المنتخب البرازيلي إلى جانب عامل الأرض والجمهور الذي كان اللاعب رقم 12.. ووحده الحظ و«دعاء الجدة» حسما المباراة لصالح البرازيل.

لم ترقص البرازيل «السامبا»، بل رقصت هي وجماهيرها على أوتار القلق والتوتر والدهشة.. ليس هذا هو المنتخب البرازيلي الذي نعرفه.. وليسوا هؤلاء هم خيرة المهاجمين البرازيليين.. لم أقتنع حتى الآن بأداء المنتخب البرازيلي الذي يفتقد الكثير من الرونق الذي عودنا عليه.. فهذا الجيل لا يمت بأي صلة لراقصي السامبا.. فلا متعة ولا فن ولا أداء ولا حتى كرة قدم.

المنتخب الحالي، إذا وضعنا نيمار جانباً، يبدو كمن تفاجأ بإقامة المونديال على أرضه، فاحتاج إلى مساعدة من الحكم لتخطي كرواتيا.. عذرناه لأن مباريات الافتتاح غالباً ما تلعب تحت ضغطٍ عالٍ، وفي مباراة المكسيك، لعب فقط 20 دقيقة وقف خلالها الحارس المكسيكي سداً منيعاً أمام هجمات البرازيليين، ورغم ذلك هددت المكسيك المرمى البرازيلي، وجارته رغم عدم امتلاكها أسماء لامعة، وأمام الكاميرون احتاج إلى نيمار ليعود إلى المباراة من جديد، بل وسجلت الكاميرون أضعف فرق المجموعة هدفاً في مرماها.. أما مع تشيلي، فقد ازددت يقيناً أن البرازيل تتجه نحو خيبة أمل كبرى لن ينقذها منها إلا حياة جديدة تضخ في نفسيات جميع لاعبي المنتخب.

وما يحيرني هو أن البلد الذي أنجب عمالقة الهجوم كبيليه وروماريو وزيكو ورونالدو وريفالدو ورونالدينهو وبيبيتو، يخرج علينا في هذه البطولة بأسماء مثل «فريد» و«جو» و«هالك»، وهي أسماء تصلح لأن تلعب في دوريات الدرجة الأولى في بلدان مثل النيبال وفيجي، لا أن تقود هجوم السامبا الذي يفترض أن يكون مرعباً. وعلى رأي الفنان القدير عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين «فين أيام زكي جمعة»؟

ما نتوقعه من البرازيل أكثر من كرات ممتعة لبضعة دقائق.. فالبرازيل اسم عريق ارتبط في أذهان كل محبي الكرة بالمتعة والحرفنة.. وأنا متأكد أن مشجعي البرازيل الحاليين ليسوا مقتنعين كذلك بأداء فريقهم. ولا أشكك هنا بقدرة البرازيل ولا بحنكة مدربها، ولكن منتخباً برازيلياً قوياً يعني متعةً أكثر لنا نحن المشاهدين.. وأجد نفسي غير قادر على تحمل فكرة أن المنتخب البرازيلي يفوز بشق الأنفس، ويعجز عن تقديم الصورة المأمولة لكرة السامبا التي تطرب منافسي البرازيل قبل جماهيرها.

بالتأكيد عاملا الأرض والجمهور سيكونان لصالح البرازيل، إلا أن البرازيل تحتاج أكثر من ذلك، فإلى متى سيحمل نيمار فريقه على ظهره؟ وهو الذي يقدم بطولةً ولا أروع، أنستنا موسمه السيئ مع برشلونة، وإذا انخفض مستواه، فالبرازيل تصبح في «خبر كان» كما شاهدنا في مباراة تشيلي.

فعلى نيمار الاستمرار بتحمل المسؤولية، وعلى أوسكار أن يقدم مستوى ثابتاً ومتطوراً، لا أن يبقى غافياً بين مدافعي الفرق المنافسة فهو صانع الألعاب، والبرازيل هي منجم صانعي الفرص والأهداف في العالم، وعلى مهاجمي البرازيل (فريد وهالك وجو) أن يثبتوا أنهم خير خلف لخير سلف (وهو ما أشك في قدرتهم على أداء هذا الدور).

وإذا لم يستيقظ المنتخب البرازيلي من غفوته، أتوقع مفاجأةً من العيار الثقيل (رغم أنني بت أتوقعها) بخسارة البرازيل اللقب، فالكرة تعطي من يعطيها، وفريق السامبا رسم علامات استفهام واسعة بين جماهيره ومتابعي كرة القدم، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه البطولة استكمالاً لإخفاقه عام 1950 بالفوز بكأس العالم على أرضه.

كلمة سر البرازيل حتى الآن هي «نيمار» و«الحظ».

أعطني حظاً وارمني في البحر.. وأعطني نيمار وقدني إلى المجد.. فإلى متى ستصمد معادلة نيمار والحظ؟

Email