وجهة نظر

طائر الفينيق الآزوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن خسارة إيطاليا أمام كوستاريكا مفاجأة لي.. بل كانت ستكون المفاجأة إذا لم تخسر إيطاليا.. فقد عودنا الطليان على الانطلاقات المتعثرة في بطولات كأس العالم، ولطالما تأهلوا إلى الأدوار الثانية من الباب الضيق وبشق الأنفس.. ففي عام 1982 عندما فازوا بالبطولة تأهلوا للدور الثاني بعد ثلاثة تعادلات.. وفي عام 2006 عندما فازوا بالبطولة، احتاجوا للفوز بالمباراة الثالثة أمام التشيك ليضمنوا تأهلهم بعد تعادلهم مع الولايات المتحدة الأميركية في مباراتهم الثانية. وفي كأس العالم 1994، خسروا أول مباراة وفازوا بالثانية وضمنوا التأهل بالتعادل في الثالثة مع المكسيك.

هكذا هي إيطاليا.. تحرق أعصاب مشجعيها، وتجفف الدماء في عروقهم قبل أن تتأهل إلى الأدوار الإقصائية.. وصدقوني لو كانت إيطاليا فازت على كوستاريكا، لكنت قلقاً جداً على مشوار منتخبها في بطولة كأس العالم.

وإذا ما تحدثنا عن أداء المنتخب الإيطالي، فإنني أستطيع القول جازماً إن دفاع المنتخب الإيطالي الجاري هو أحد أضعف وأسوأ دفاعاتها منذ عقود، وهي التي عودتنا أن تنجب أساطير في الدفاع، فبارزالي عجوز مازال قادراً على الجري، وكيليني ليس هو نفسه كيليني اليوفنتوس، والأسماء الأخرى حدّث ولا حرج، فأباتي وبونوتشي وباليتا ودارميان ليسوا بالأسماء اللامعة القادرة على إرجاع سمعة الدفاع الإيطالي الحديدي.

نجح الوسط الإيطالي تكتيكياً أما الإنجليز، ولكنه وقف عاجزاً أمام طموح الشباب وإرادة الكوستاريكيين، فبدا ضائعاً وتائهاً ومغموراً، ومفتقداً للـ«غرينتا» الإيطالية المعهودة. أما هجومياً، فقد بدا أن بالوتيلي مشغولاً جداً بتغريدته حول الحصول على قبلة من ملكة بريطانيا أكثر من اهتمامه بانتشال إيطاليا من مأزقها، ولو أنه ركز قليلاً على أدائه في الملعب، فسيبلي بلاءً أفضل بكثير من جنونه خارج الملعب.

أما بيرلو فهو حكاية أخرى، فرغم أدائه الهابط في هذه المباراة، إلا أن تمريرته إلى بالوتيلي الانفرادية كانت من عالم آخر، تحمل كل السحر والمهارة والفن.

المنتخب الإيطالي كطائر الفينيق (أو العنقاء) الأسطوري الذي لا يموت، ولكنه ينبعث مجدداً من الرماد أقوى من ذي قبل، ولكنني أجد نفسي مضطراً للقول إن طائر الفينيق الآزوري لن يحلق مجدداً في كأس العالم الحالية، إلا إذا كان لشخص واحد كلام آخر.. وهذا الشخص الحرف الأول من اسمه «أندريا بيرلو».

Email