أكروبات

من يدعي أنه أفضل فليتفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى البرشلوني لا يقدر إلا أن يعترف بأن المولود الأوروبي العاشر لريال مدريد كان شرعياً وليس سفاحاً، لأنه كان الطرف الأفضل في النهائي..

ولكن، في المقابل، ما من بشري إلا ويعترف بأنه من الصعب جداً على أي طرف، وليس على أتلتيكو مدريد وحده، أن تخرج كأس دوري الأبطال من جيبه في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني من دون أن تعود إليه في نهاية الوقت الإضافي والمباراة، وخصوصاً أن هذه الواقعة الحزينة تكررت للمرة الثانية في تاريخ أتلتيكو..

ففي نهائي 1974 أمام بايرن ميونيخ انتهى الوقت الأصلي صفر-صفر ثم تقدم أتلتيكو بهدف سجله أراغونيس (مدربه الشهير ومدرب المنتخب بطل أوروبا 2008) في الدقيقة 114 إلى أن خطف شفارتسنبيك هدف التعادل في الدقيقة 120، فخرجت اللقمة الفم ولم يكن ينقص إلا مضغها.. وعندما أعيدت المباراة بعد يومين على الملعب ذاته في بروكسيل فاز البافاري 4-صفر.

ربما لا يقدر أتلتيكو في الموسم المقبل على تحقيق ما حققه في الأشهر التسعة الأخيرة، حيث سيضطر إلى التخلي عن أكثر من لاعب، لأنه يئن تحت وطأة ديون قيمتها 350 مليون يورو منها 150 مليوناً يجب أن يسددها لمصلحة وزارة المالية الإسبانية قبل 2016..

وللتحقق من كل شيء سننتظر حتى أغسطس عندما يلتقي أتلتيكو وريال من جديد للمنافسة على الكأس الإسبانية السوبر بين بطلي الدوري والكأس.

وسيبقى الريال في الواجهة بقيادة أنشيلوتي الذي أعاد إلى الخزائن الملكية كأساً طال انتظارها (12 عاماً)، حيث سيخوض في 12 أغسطس الكأس الأوروبية السوبر ضد الفريق الأندلسي إشبيلية في كارديف (مدينة غاريث بايل) ثم كأس العالم الأندية خلال ديسمبر المقبل في المغرب ليخلف بكل تأكيد بايرن ميونيخ..

إذا فعلها الريال في المحطات القريبة التي تنتظره قبل نهاية هذا العام فسيكون الغانم الأكبر، ولا مانع من منح كريستيانو رونالدو الكرة الذهبية مرة رابعة، ومن منح أنشيلوتي لقب أفضل مدرب في العالم.. كأس إسبانيا وكأس دوري الأبطال في مايو، والكأسان السوبر الإسبانية والأوروبية في أغسطس، وكأس أبطال أندية العالم في ديسمبر.. ومن يدعي أنه أفضل فليتفضل!!

ولكن ماذا عن برشلونة؟ طريق الإصلاح طويلة، وليس من السهل استعادة الأيام الخوالي.. البداية مع تعيين لويس أنريكه مدرباً مكان مارتينو، والأول ابن العائلة باعتبار أنه دافع عن ألوان النادي في 300 مباراة، ودرب الفريق الرديف 3 مواسم..

ولكن على أنريكه ألا يحاول الاستنساخ.. ذلك أن العناصر التي قدمت للعالم أحلى فريق على مر التاريخ من 2008 إلى 2012 بقيادة غوارديولا لم تعد قادرة على التألق مجدداً بفعل عامل السن، والمثال الأبرز على ذلك هو ملك خط الوسط تشافي..

وعليه، من واجب المدرب الجديد إيجاد حلول لمشكلات عانى منها الفريق وكانت واضحة للعيان، ولكل فترة تكتيكاتها ثم رجالاتها، وليس العكس.. وباعتبار أن الفريق لم يعد هو نفسه من حيث المردود فيجب اعتماد خطط بديلة مرنة.. المرونة كانت الغائب الأكبر عن برشلونة في الموسم الماضي (تنويع خطط اللعب)، لذا وقع في فخ الرتابة فتكررت السقطات.

Email