أكروبات

سائق الباص

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحكاية هي ذاتها وإن اختلفت الألفاظ، وآخرها: «مورينيو سائق الباص»..

وقد ينزعج برندان رودجرز من هذا الوصف ويتمنى لو يستبدل بـ«مورينيو سائق الباصين» طالما أن 10 تشلسيين تجمعوا داخل منطقة جزاء ليفربول في «أنفيلد رود» فقطعوا الماء والهواء عن لاعبي هذا الأخير وشنوا مرتدات قليلة وقد أسفرت عن هدفين لديمبا با وويليان..

وبالنتيجة، لا تزال هوية بطل «البريمير ليغ» ضبابية قبل جولتين فقط من نهاية المسابقة، وباب المنافسة مفتوح على مصراعيه أمام ليفربول وتشلسي ومانشستر سيتي.

خيل للجميع أن فرصة ليفربول ذهبية ليحسم الموقف طالما أنه صاحب الضيافة، وأن اللندني سيخوض اللقاء بتشكيلة تضم أكثر من احتياطي، لأن مباراة أشد أهمية تنتظره الأربعاء أمام ضيفه أتلتيكو مدريد في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (صفر-صفر ذهاباً)..

لكن الفرصة الذهبية انقلبت فرصة من «تنك» أو «صفيح» فقامت قيامة رودجرز على الفكر الذي ينتهجه مورينيو أينما حل، في حين ذكر دانييل تايلور، الناقد في صحيفة «ذا غارديان» أن كرة القدم البشعة مع مورينيو مناقضة لتلك التي يشتهيها الجميع، ومع ذلك فإنه سيفتخر بها..

وهذا ما حصل فعلاً لأن المدرب البرتغالي قال بالحرف الواحد: «الفريق الأفضل هو الذي حصل على النقاط الثلاث».. والنقاط الثلاث تتصدى لأي انتقاد لاذع.

لقد مرت خطط اللعبة بمسلسل طويل من التطور بناء على التغييرات التي طرأت على قانونها بدءاً من اعتماد التسلل ثم السماح باستبدال اللاعبين المصابين ولاحقاً بغير المصابين لاعتبارات تكتيكية وصولاً إلى منع إرجاع الكرة إلى الحارس بالقدم.. بيد أن القانون لم ولن يحدد أبداً عدد اللاعبين الذين يحق لهم الوجود داخل منطقة جزائهم وعلى مشارفها للحد من خطورة الخصم..

وهذا كله يعني أن تشجيع اللعب الهجومي سيقف عاجزاً كلياً أمام هذه الحالة تحديداً.

وكأن مورينيو يقول للجميع: «موتوا بغيظكم»، وقد قال فعلاً: «بمقدور أي مدرب أن يأتي إلى مكتبي وينسخ عبر الفيديو كل أفكاري والتدريبات التي يقوم بها فريقي، ولكنه لن يقدر على أن يحصل على الـ«دي. إن. إيه» الخاص بي.. فهناك مورينيو واحد فقط»!! وسيكرر مورينيو في مباراة الأربعاء ما فعله في لقاءي «فيسنتي كالديرون» و«أنفيلد رود».. وتبقى معرفة كيف سيتصرف مدرب أتلتيكو دييغو سيميوني.

وعن مباراة الثلاثاء بين بايرن ميونيخ وريال مدريد في «أليانز أرينا» حدث ولا حرج (ذهاباً فاز ريال بهدف واحد)..

من رأى كريستيانو رونالدو يسدد صاروخين من مسافة 25 متراً في شباك أوساسونا تأكد أنه تماثل كلياً للشفاء، وبيل لم يعد يشعر بأوجاع في إمعائه، وبن زيمة مرتاح، ومودريتش ودي ماريا وسرجيو راموس في القمة، وكذلك رباعي الدفاع كارباخال وبيبي وراموس وكوينتراو ومن خلفهم القديس إيكر..

ومن رأى بايرن يعاني الأمرّين في الشوط الأول أمام ضيفه فيردر بريمن (1-2) قبل أن ينقذ ماء وجهه في الشوط الثاني (5-2) تأكد أن على الفريق حامل اللقب الأوروبي أن يتفوق على ذاته ليتجاوز الإعصار القادم من مدريد..

لن يزيح غوارديولا ولاعبوه عن مبدأ الاستحواذ (وأنا تربيت على هذا المبدأ ولن أغيره على حد قول المدرب الكاتالوني)، ولكن يبقى السؤال عما سيفعله روبن وكروس وريبيري ومولر في الشق الهجومي، وكيف سيعطل نيور ولام ودانتي وبواتينغ وألابا ومن أمامهم شفايني ومارتينيز صواريخ «سام» الإسبانية.

Email