أكروبات

كل يغني على .. «نهجه»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد شالكه ودورتموند فإن ريال مدريد مدعو لمواجهة بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم والثلاثاء المقبل، وكأن القطب الإسباني العتيد يشارك فعلاً في كأس ألمانيا.. وفي مناسبة اللقاءين الجديدين، سينقسم العالم الى نصفين تماماً كما حصل في نهائي كأس اسبانيا عندما فاز غاريث بايل على برشلونة بهدفين لواحد قبل أسبوع واحد..

يكفي أن ريال يحمل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب الأوروبي (9) وأن الفرق التي تليه هي ميلان (7) وبايرن (5) وليفربول (5) مع الأمل بأن يعود هذا الأخير الى الأيام الخوالي وتحديداً بين 1977 و1984 عندما كان ينظر الى الفرق المحلية والأوروبية ويصرخ مثل الحجاج: "إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها"..

الى ذلك فإن ريال خاض 369 مباراة في دوري الأبطال (فاز في 201 وخسر 86 وتعادل في 64) مقابل 285 لبايرن (161 و60 و64).

من جانبه، فإن بايرن مدعو للدفاع ليس فقط عن لقبه وإنما أيضاً عن نهج لا يملكه إلا برشلونة طالما أن مبتكر هذا النهج واحد وأعني بيب غوارديولا..

ستكون الكرة في حوزته الفريق ما بين 62 و68%، ولكن تبقى معرفة عدد تسديدات روبن وريبيري ومولر ومندزوكيتش وغوتسه وكروس وشفاينشتايغر على مرمى كاسياس، وتحديداً المتحكمة منها، ومدى تنبه منظومته الدفاعية للمرتدات التي يجيد "تفجيرها" بايل ودي ماريا تحديداً وكذلك إيسكو ومودريتش..

وإذا ما شارك كريستيانو رونالدو بعد إبلاله من الإصابة فإن خطورة المدريديين قد تتضاعف شرط أن يتخلى البرتغالي عن أنانيته.

سجل ريال في 10 مباريات تضمنتها المسابقة الحالية 32 هدفاً مقابل 24 لبايرن، والإستحواذ 54% مقابل 65%، والتسديدات 165 مقابل 195 (المُحكمة 101 - 128)، والركنيات 47 مقابل 74، والتمريرات 6794 مقابل 7913 (المُحكمة 5470- 6570).. والمؤكد أن يتكرر كل شىء في المباراتين 11 و12 باستثناء شىء واحد لا يمكن لأحد أن يؤكده وهو النتيجة..

العنصر الحاسم سيتمثل بالفاعلية.. مثلاً، لم يكن ريال مقنعاً أبداً عندما سقط أمام دورتموند صفر-2 في إياب ربع النهائي ولكنه كان حوتاً عندما ابتلع برشلونة بعد ذلك بأسبوع واحد في نهائي كأس اسبانيا..

أما بايرن فتراخى كثيراً منذ وضع اللقب المحلي في جيبه، ومشكلته هي أنه مدعو، حتى يصحو من سباته، أن يواجه خصماً ينافسه على اللقب الأوروبي وليس مجرد حقل للاختبار.. وهذا ما ثبت في اللقاءات ال19 السابقة بين القطبين (11 فوزاً لبايرن و7 لريال وتعادلان، للأول 33 هدفاً وللثاني 26).

ويجمع بين أتلتيكو مدريد (من دون لقب) وتشلسي (لقب واحد) ، نهج شبيه بنهج ريال.. حذر دفاعي وبناء الهجمات في أقل عدد من التمريرات.. في المباريات ال10 السابقة سجل اتلتيكو 22 هدفاً مقابل 18 لتشلسي، والإستحواذ 52% مقابل %44، والتسديدات 122 مقابل 126 (المُحكمة 74-77)، والركنيات 51 مقابل 44، والتمريرات 5914 مقابل 5085 (الناجحة 4545 3518)..

 من الواضح أن أرقام أتلتيكو أفضل قليلاً مع المبدع دييغو سيميوني وأفضل كثيراً جداً جداً في ضوء اسعار اللاعبين الذين يمتلكهم.. لاعبوه أشبه بفقراء يسرحون ويمرحون في قصور الأغنياء، وهم مرشحون أيضاً لإزاحة مشاهير البرشا والريال عن العرش الإسباني.. لذا يتعاطف معهم الجميع، ومن دون استثناء.

Email