أكروبات

سحور دسم .. ولقمة طيبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الموعد منتصف ليل الأحد.. الشيشة جاهزة والشاي والقهوة والبيتزا والبرياني بأنواعه.. ويا بخت من يملك مطعماً ولو ليوم واحد.. المواعيد ألغيت، تجارية كانت أو عائلية أو غرامية.. و"مش كل يوم في كلاسيكو".

النغمة هي ذاتها منذ معركتهما الأولى في الدوري الإسباني عندما سقط برشلونة أمام ريال مدريد 1-2 في 17 فبراير 1929.. حساسية أبدية بلغت حد الكراهية في الثلاثينيات ولأسباب سياسية عندما أقدمت قوات الجنرال فرانشيسكو فرانكو ومن دون محاكمة على إعدام الناشط السياسي جوزيب سونيول رئيس نادي برشلونة الداعي الى استقلال إقليم كاتالونيا عن اسبانيا قبل أن تشن الطائرات لاحقاً غارات على المدينة ما أدى الى مصرع نحو 3 آلاف شخص وتدمير جزء من استاد "كامب نو".. وليس غريباً بالتالي أن يظهر العنوان التاريخي: "برشلونة أكثر من ناد".

مع الوقت ذاب رصاص البندقية وبقي رصاص الملعب.. غريب فعلاً أن تكره شخصاً آخر من دون أن تكون قادراً على الاستغناء عنه.. وأروع ما في حكاية ريال مدريد وبرشلونة الطويلة أنهما بقيا جنباً الى جنب على مدى 85 عاماً تمكنا خلالها من انتزاع لقب بطل الدوري 32 و22 مرة على التوالي.. ولا معنى أبداً لعبارة كلاسيكو إذا كان طرف في القمة وآخر في الوسط أو الذيل، ولذا فإنها لا تصح في أي مكان آخر في العالم بقدر ما تصح في البيئة التي انطلقت منها.

المباراة المقبلة في الدوري، ورقمها 168 (جمعتهما 255 مباراة رسمية في مختلف المسابقات المحلية والأوروبية منذ لقائهما لأول في كأس اسبانيا عام 1916) لن تشذ عن القاعدة لأن نتيجتها قد تقرر الى حد بعيد من هو بطل الدوري بغض النظر عن دخول أتلتيكو على الخط.. ريال المضيف يملك 70 نقطة من 28 مباراة مقابل 67 لأتلتيكو و66 لبرشلونة الضيف.. وسيخرج الضيوف من اللعبة في حال الخسارة، وإذا ما حصل العكس، ستنطلق المسابقة من النقطة الصفر.

مع أنشيلوتي عاد الصفاء الى نفوس الرياليين وتفرغوا لعرض مهاراتهم خلافاً لما كانوا عليه مع خلفه مورينيو.. وهناك إجماع على أن الغلة أفضل والعروض أمتع.. ومع ذلك لا يخلو الأمر من بعض "الإغفاءات" على غرار ما حصل السبت الماضي أمام ملقة عندما ارتسم هدف واحد حمل توقيع رونالدو.. ومع مارتينو لم يستقر مستوى برشلونة فكانت الخسارتان الحديثتان في الجولتين 25 و27 أمام سوسييداد 1-3 وبلد الوليد صفر-1.. وكأن الفريق أراد أن يقول "كنت مريضاً ولكنني لم أمت" عندما هز شباك أوساسونا بالسبعة مساء الأحد تماماً كما فعل في الجولة الأولى امام ليفانتي.

قبل أن تغفو الريشة

ميسي سجل 3 أهداف في مرمى أوساسونا رافعاً غلته في الليغا الى 233، فصار على بعد هدف واحد من رقم هوغو سانشيز ثاني أفضل هداف في تاريخ المسابقة.. وباعتبار أنه لا يزال في سن الـ26 فإنه على مشارف الرقم القياسي المسجل باسم تيلمو زارا وهو 251 هدفاً.. هناك نابغة ذبياني وآخر نابغة أرجنتيني.

دسم ذلك العشاء، أو بالأحرى، السحور.. ولقمة طيبة تلك المباراة المصغرة بين ميسي ورونالدو.. (صحتين).

Email