أكروبات

مرثية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.. تحسب أن الغيارى على حقوق الكرة الإماراتية وسمعتها يستعيرون ما قرضه المتنبي كلما سُحب من الأندية المحلية مقعد أو نصفه في دوري أبطال آسيا لمصلحة أندية من دول أخرى لا تستوفي الشروط التي فرضها الاتحاد القاري.

وتحسب أيضاً أن الأندية الإماراتية تستعير دوماً من بعضها عبارة «هدفنا في الموسم الجديد المنافسة على الألقاب المحلية وحجز بطاقة في دوري الأبطال»، وكأنها تصرخ: «لنا الصدر دون العالمين أو القبر».. انتقاء للأجانب بالسراج والفتيل من لاعبين ومدربين، وتدعيم الصفوف بما تيسر من المحليين.. موازنات يسيل لها اللعاب، وتغطيات إعلامية ما أنزل الله بها من سلطان، وصفحات على مد النظر ما «بينشبع» منها نظر، وسيلان من التحليلات، وفيضان من التصريحات، وإعصار من الآراء، ومتابعة حثيثة لثمن كل ناد في بورصة وهمية على ضوء ما حققه في كل جولة مع أن خزائنه خاوية لولا سخاء الجهات الرسمية.

وأخيراً لا آخراً، ما إن يصيب أحد هذه الأندية غايته ويتأهل لدوري الأبطال حتى يصرخ: «ليتني لم أتأهل».. تختلف النغمة.. «فا، صول، لا، سي» تصبح «فا، صو، ليا».. وتُبتكر الأعذار، ومنها مثلاً: «كنا نركز على المسابقات المحلية وهي الأهم»!

عندما ابتدع الاتحاد الآسيوي معاييره «القراقوشية»، مصنفاً أندية بعض الدول من فئة «عنتر»، ولفظ التي هي من فئة «شيبوب»، اعتباراً من 2009، فإن المحصلة الإماراتية كانت كالآتي:

في 2009: خرجت 3 فرق من الدور الأول (فوزان و7 تعادلات و9 خسائر، لها 18 هدفاً وعليها 32).. وانسحب الشارقة بعد خسارتين.

في 2010: خرجت 4 فرق من الدور الأول (5 انتصارات و4 تعادلات و15 خسارة، لها 26 هدفاً وعليها 52).

في 2011: خرجت 4 فرق من الدور الأول (5 انتصارات و5 تعادلات و14 خسارة، لها 23 هدفاً وعليها 47).

في 2012: حققت 4 فرق في الدور الأول 10 انتصارات و5 تعادلات مع 9 خسائر، لها 38 هدفاً وعليها 37.. وتأهل الجزيرة وبني ياس إلى الدور الثاني، وفيه خسرا أمام الأهلي السعودي بركلات الترجيح 2-4 والهلال السعودي 1-7.

وفي 2013 حققت 4 فرق في الدور الأول 6 انتصارات و3 تعادلات مع 15 خسارة، لها 28 هدفاً وعليها 54.. وفي الدور الثاني خسر الشباب أمام الاستقلال الإيراني 2-4.

أي أن 3 فرق فقط تأهلت إلى الدور الثاني لا أكثر في 5 مواسم.. وفي الدور الأول حققت الأندية مجتمعة 28 فوزاً و24 تعادلاً مع 62 خسارة، لها 133 هدفاً وعليها 221.

ليس هناك أي خلل، لا سمح الله، لا في الأندية الإماراتية ولا في المعايير الاحترافية الآسيوية الحالية.. الخلل كان في المعايير العقلانية القديمة وفي قوة العين عندما انتزع اللقب الثمين في 2003 ومركز الوصيف في 2005!!

قبل أن تغفو الريشة

كُتِبَتْ هذه «المرثية» في مناسبة سقوط بني ياس أمام ضيفه الكويتي القادسية بالأربعة في تمهيدي دوري الأبطال.. نعم بالأربعة.. وفي ملحق للمرثية كتب زميل: «فقد بني ياس فرصة مثالية (أكرر مثالية) للصعود إلى دوري المجموعات».. عجبي!

Email