اختصاصي الشيبس والصلصة

أما بعد.. فإن المباراة النهائية (سوبر بول) لبطولة الولايات المتحدة في رياضة الـ«ميركان فوتبول» مساء الأحد في نيويورك، أسفرت عن فوز سياتل سيهوكس باللقب على حساب دنفر برونكوس.. ما يهمنا في الأمر عدد من الأرقام «الخرافية».. من «أضخمها» أن نحو 112 مليون بني آدم تابعوا اللقاء تلفزيونياً، و5 ملايين تلفزيون بيعت قبل اللقاء، وكلفة الإعلان التلفزيوني لمدة 30 ثانية بلغت 3.8 ملايين دولار، وحركة الأموال التي تم تداولها في المناسبة بلغت نحو 13 مليار دولار.. ومن «أحلاها» أن ملياراً و250 ألف جناح دجاج التهمها الأميركيون خلال المباراة فضلاً عن مليوني كيلوغرام من رقائق البطاطس (شيبس)، و80 مليون كيلوغرام من صلصة خاصة مصنوعة من الأفوكاتو.

بيت القصيد، أن من واجب الأندية الإماراتية بالذات أن تتعاقد مع اختصاصي في رقائق البطاطس لتحسين إيراداتها وليس مع المدربين واللاعبين الفلتات، ويستحسن أن يكون ملماً أيضاً بتحضير أطيب أنواع الصلصة!

أمام هذه الأرقام المذهلة تخجل من الحديث عن أرقام أخرى، بما في ذلك قيمة صفقة انتقال محمود خميس من الوحدة إلى النصر وما حصل عليه اللاعب بالذات (وصحتين على قلبه)، أو قيمة إعارة نجم النصر حبيب الفردان للأهلي حتى نهاية الموسم (كانت هناك إشاعة بهذا الخصوص حتى كتابة هذه الكلمات)، أو قيمة اللاعبين الأجانب الـ18 الجدد في 13 نادياً إماراتياً مع نهاية فترة الانتقالات الشتوية مساء الإثنين.

فترة الانتقالات الشتوية الأوروبية أقفلت أبوابها في الساعات الأخيرة أيضاً.. نسرُّ كثيراً عندما نسمع بانتقال لاعب عربي إلى هذا النادي الأوروبي أو ذاك لقاء مبلغ مكتنز يكفي الأولاد والأحفاد ويبعد عنهم شر العوز إلى ما شاء رب العباد، مع أننا لا نضع في جيوبنا ولو درهماً واحداً - أو ما يعادله من العملات العربية والأجنبية - من الصفقة.. نفتخر وكأننا نحن من صنع الصفقة، ونزهو وكأن اللاعب المعني كان عجينة في مخبزنا.. لكن، وللأسف فإن عدد الصفقات العربية قليل، وهذا يعني أن ماكينات التفريخ عندنا تعمل على قدم وليس على قدم وساق، عساه يأتي اليوم الذي تُبتَكَر فيه رياضة جديدة اسمها كرة الساق.

أحلى الخبطات العربية كان انتقال المصري الدولي محمد صلاح من بازل إلى تشلسي مقابل نحو 13.3 مليون يورو، وقد اشتراه بازل من المقاولون العرب في أبريل 2012 بمليوني يورو.. وقبل يومين تمت إعارة التونسي الدولي أيمن عبدالنور من تولوز إلى موناكو لمدة 6 أشهر مع إمكانية ضمه نهائياً الصيف المقبل مقابل ما بين 12 و15 مليون يورو، وهو الذي حضر إلى تولوز قادماً من النجم الساحلي عام 2011 مقابل أقل من نصف مليون يورو.

متى عساها تدب الغيرة في نفوس الدوليين الإماراتيين؟ الله أعلم!

 

قبل أن تغفو الريشة

يفقد لاعب أعصابه في مباراة ما ضمن دوري الخليج العربي، فيطرد.. يتشدق البعض ويصرخ: «هذا اللاعب لا يملك ثقافة الاحتراف».. إذا انحصر التبرير بهذا السبب فإن كريستيانو رونالدو لا يملك ثقافة الاحتراف أيضاً عندما رأيناه يطرد من مباراة بلباو وريال مدريد مساء الأحد لسبب تافه، فألحق الضرر بفريقه وبنفسه.