اكروبات

«رونيسي» .. كيف الحال وعساك طيب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثل حكاية إبريق الزيت مع فارق بسيط هو أن لها بداية ولكن ليست لها نهاية.. ظفر كريستيانو رونالدو بالكرة الذهبية سنة 2008 ثم احتكرها ليونيل ميسي أربع سنوات متتالية فما أن انكسر إبريقه وتمزقت عضلات فخذيه من شدة الإرهاق حتى عادت حليمة إلى عادتها القديمة وتم تجيير اللقب لهذا الذي يصرخ كلما سجل هدفاً أو استعد لتسديد ركلة حرة: "يا أرض اشتدي ما حدا قدي"!

الحردان على مدى أربع سنوات أنقلب فرحاناً.. نسي ما قاله فيه ساخراً الأمبراطور جوزيف بلاتر في 29 أكتوبر الماضي حين شبهه بـ"قائد عسكري" مفضلاً عليه ميسي، وها هو قد توجه إلى زيوريخ ليتسلم جائزة أفضل لاعب في العالم مع "قبيلته".. لو لم يكن واثقاً من الفوز لسافر وحده، وربما لم يكن ليسافر حتى، ولما قرر نادي ريال مدريد نقل الحدث على الهواء مباشرة عبر قناته التلفزيونية تكريماً لنجمه الأول.

وبالتأكيد، فإن من لا يلتحق بزملائه للعشاء في أحد مطاعم العاصمة الإسبانية بعد كل فوز لأنه يتبع نظاماً غذائياً خاصاً ولا يوجد في عضلاته ولو ملليغرام واحد من الدهون، يقدر على حمل الكرة النحاسية المطلية بالذهب المرتكزة على قاعدة حجرية صلبة والتي تبلغ زنتها 12 كليوغراماً، كما يقدر على الاستغناء عن راتب موسم كامل (نحو 15 مليون يورو) للاستمتاع برؤيتها (ثمنها 13 ألفاً و300 يورو) مع كل حركة من أصل 3 آلاف حركة ثني مدّ يقوم بها يومياً لتقوية عضلات معدته!

بيت القصيد، أن هناك موهبتين فذتين على أرض المعمورة.. رونيسي (حتى لا ينزعج لا عشاق الريال ولا عشاق البرشا)، والبقية من مستلزمات الديكور.. في 2014 ستتكرر حكاية إبريق الزيت وسنسمعها لسنوات عدة مقبلة، والفائز من بينهما هو الذي لن يتعرض للإصابة، ولـ"ينفلق" الآخرون حتى ولو تمكن أحدهم من الفوز بخمسة ألقاب في سنة واحدة كفرانك ريبيري (2013) أو تمكن من فرض نفسه في كأس العالم كويسلي سنايدر (2010).. أنصار رونيسي والمشاركون في اختيار الفائز بالكرة الذهبية (3 من كل دولة من الدول الـ209 التي تشكل أسرة فيفا، هم قائد المنتخب ومدربه وصحافي واحد، يرون أن الفرنسي والهولندي تجسيد لموهبة فريق بايرن ميونيخ ككل ومنتخب هولندا ككل وليس للموهبة الفردية.

الآلاف من العدائين يركضون في سباق الماراثون (42,195 كلم)، والفائز واحد.. أحدهم يتساءل: طالما أن الفائز واحد، فلماذا يركض الآخرون؟ الحل الوحيد ليمني واحد من الآخرين النفس بالكرة الذهبية هو أن يصاب "رونيسي" معاً.

قبل أن تغفو الريشة:

مرة واحدة في كل عام نسمع بالاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وتحديداً عندما يكرم عدداً ممن يزاولون المهنة.. مبروك للمكرمين والشكر لمجلس أبوظبي الرياضي ولجنة الإعلام الرياضي الإماراتي.. ومبادرة واحدة على مدى 365 يوماً أفضل من لا شىء.. وليت الأسرة الكريمة تناقش موضوعاً بعنوان: "لماذا تنقرض الصحافة المكتوبة"؟ أو: "لماذا صرنا نسياً منسياً أمام الهيمنة التلفزيونية"؟ أو: "كيف السبيل إلى الارتقاء بمستوى الإعلام المكتوب ليواكب تطور الإعلام المرئي"؟

إذا لم يناقش الحضور هذه الأسئلة أو ما شابهها واكتفوا بـ"كيف الحال" و"شو أخبارك.. عساك طيب" فإن التجمع سيصبح في المستقبل القريب أثراً بعد عين!

Email