أكروبات

عيب عليك يا «فيفا» !

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثارت ثائرة صديقي: البرازيل هي البرازيل وعيب على الفيفا أن يصنفها في المركز الحادي عشر عالمياً.. وعيب عليه أن يصنف كولومبيا وبلجيكا والأوروغواي وسويسرا رابعة وخامسة وسادسة وسابعة ليكون كل منها رأساً لإحدى المجموعات الثماني في مونديال 2014 جنباً الى جنب مع اسبانيا وألمانيا.. وعيب عليه ألّا تنال ايطاليا وهولندا وانجلترا هذا الشرف الرفيع.

أوضحت له: قطعاً، الأمر لا يتم بهذا المنطق.. خارطة طريق القرعة لها ركيزتان لا تنفصلان: فنية وجغرافية.

الفنية: لها عنوان آخر هو التصنيف العالمي الذي يحسب مباريات كل منتخب في السنوات الأربع الأخيرة في ضوء نتائجها وأهميتها وقيمة المنافس والمنطقة التي ينتمي اليها.. تجمع النقاط تباعاً ويصدر التصنيف شهرياً.. بلجيكا أنهت العام 2010 وهي مصنفة 57 عالمياً، ثم 41 في نهاية 2011، و21 في نهاية 2012، وها هي خامسة قبل نهاية 2013.. الإمارات كانت مصنفة في بداية 2012 ومنتصفه ونهايته في المراكز 138 و119 و109، وفي بداية 2013 ومنتصفه في المركزين 96 و87 وهي في نوفمبر الجاري في المركز 71.. اللغة المعتمدة هي لغة الأرقام وليس لغة العاطفة..

لا ننسى أن بلجيكا صارت تملك حالياً أفضل حارس في الدوري الإسباني (كورتوا، أتلتيكو مدريد) ولديها فان بويتن وفيرمالين وديمبيلي وفيلاني وفيتسل وهازار وميرالاس ولوكاكو وبنتيكي ودي بروين الذين يلعبون مع أندية كبيرة.. ليسوا من كبار المشاهير ولكن مدربهم مارك فيلموتس إستخرج كل ما يملكونه وحولهم إلى مجموعة منسجمة وصلبة وتصعب مناورتها تماماً كما فعل مهدي علي مع مجموعته الشابة.

سأل صاحبي: وكيف يمكن للبرازيل أن تكون حادية عشرة حالياً؟ أجبت: لأنها لم تخض 18 مباراة في التصفيات واكتفت بمباريات ودية قليلة فلم تجمع نقاطاً كثيرة..

وسأل: الأوروغواي عانت في التصفيات ولم تتأهل إلا من خلال الملحق ضد الأردن، فكيف صارت مصنفة سادسة حالياً؟ أجبت: جمعت نقاطها مع نهاية المونديال الماضي، وليس في الشهور الأخيرة، ولا تنس أنها توجت بطلة ل"كوبا أميركا" 2011 بعدما أسقطت الأرجنتين المنظمة في ربع النهائي، وقد خسرت أمام البرازيل 1-2 بـ"العافية" في نصف نهائي كأس القارات الصيف المنصرم.. ثم انه وبعد 18 مباراة في التصفيات تساوت نقاطها مع الإكوادور الرابعة وتخلفت عن تشيلي الثالثة وكولومبيا الثانية بفارق 3 و5 نقاط على التوالي.

الجغرافية: يجب ألا تضم اي مجموعة منتخبين من قارة واحدة باستثناء أوروبا لأنها ممثلة بثلاثة عشر منتخباً، ما يعني إنه لا مهرب من وجود إثنين منها في خمس مجموعات وواحد فقط في ثلاث أخرى.. وباعتبار أن سلة رؤوس المجموعات ضمت اسبانيا والمانيا وبلجيكا وسويسرا فإن السلة الخاصة بالمنتخبات الأوروبية الباقية تواجدت فيها تسعة منتخبات.. وبالقرعة المصغرة سحبت إيطاليا لتوضع في السلة الثانية التي تواجد فيها منتخبان من أميركا الجنوبية (تشيلي والإكوادور) والمنتخبات الأفريقية الخمسة.. ثارت ثائرة الكثيرين، ولكن هذا ما قررته القرعة التي كانت عمياء مرة واحدة، ولو سُحبت اليونان أو كرواتيا أو البوسنة لما ثار أحد.

قبل أن تغفو الريشة

ضحية من العيار الثقيل في الدور الأول: الأوروغواي أو إيطاليا أو إنجلترا، وفي الدور الثاني: البرازيل أو اسبانيا أو هولندا.. ومانشيتات عريضة في الدور الأول: اسبانيا مع هولندا، وايطاليا مع انجلترا، وألمانيا مع البرتغال.. بداية حامية فعلاً.

Email