أكروبات

«احكِ جالس.. واقعد أعوج»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مبروك التأهل لآسيا 2015.. عسى النجاح ينسحب على النهائيات الأسترالية أيضاً.

وبعد، هاكم القول المأثور: «إذا أوقفت بطولة الدوري 3 أسابيع حتى يُعِدّ مدرب منتخبنا لاعبيه لمباراتي هونغ كونغ وفيتنام، فهذا يعني أنها ستتوقف سنة كاملة إذا كانت المباراة ضد السعودية مثلاً».. وجد المدرب في هذا القول «سخرية مبطنة» التقطتها رادارات جميع لاعبيه على حد قوله.. سألته تعليقاً سريعاً، فأجاب وهو يغص: «الوضع مؤسف».

وعشية المباراة ضد هونغ كونغ، سُئِل كبير العائلة الكروية: الشارع الرياضي مستاء لكثرة توقف الدوري ومجاملة مدرب المنتخب، فما رأيك؟ وقد أجاب بما معناه: «تمت مناقشة برنامج الدوري مع الجميع ولم يُفرض على أحد، ثم تم إقراره بعدما أيقن الجميع أنه يراعي مصالح الأندية والمنتخب معاً».

ونتساءل: ما المقصود بالشارع الرياضي؟ وهل هو مستاء حقيقة؟ وأين الضرر المادي والفني الذي يمكن أن يلحق بأي نادٍ بسبب كثرة التوقف ومدته؟ وهل هناك كثرة فعلاً؟

فنياً، المدرب مقتنع بأنه يحتاج إلى فترة لإعداد لاعبيه تزيد عما هو متبع في دول أخرى لأنهم غير مُعَدّين في أنديتهم الإعداد الكافي.. قناعته ترجمت إلى نتائج إيجابية والضرر لم يقع، ومن ير غير ذلك فليقدم البرهان.

مالياً، لا وجود لضرر، بل لا وجود للأندية الإماراتية أصلاً لولا دعم الدولة، و«كله في حب منتخب الدولة يهون» هو الشعار.

سؤال: إذا لم يتوقف الدوري بالشكل المعمول به حالياً، فهل سيتضاعف عدد الملايين الموجودة في خزائن الأندية من العائدات التلفزيونية والتجارية وغيرها؟

والجواب هو «لا» بكل تأكيد.. هذا النادي أو ذاك ليس على سبيل المثال بايرن ميونيخ الذي بلغت إيراداته 433 مليون يورو في الموسم الماضي، ويعتمد على نفسه من الباب إلى المحراب.. لا يرى لا هو ولا غيره أن «البندسليغا» تتوقف كثيراً.. وفي الإمارات، هناك من يشكو من كثرة توقف دوري الخليج العربي من دون أن يكون محقاً.. وإليكم مقارنة سريعة:

في ألمانيا، ومنذ بداية الموسم الجاري، توقف الدوري 3 مرات من 2 إلى 13 سبتمبر، ومن 6 إلى 18 أكتوبر، وكذلك من 1 نوفمبر، وسيستأنف في 22 منه.. مجموع أيام التوقف 44 يوماً تخللتها 6 مباريات رسمية وودية للمنتخب، و16 مباراة في الدور الثاني لكأس ألمانيا.

وفي الإمارات، توقف الدوري من 28 سبتمبر إلى 18 أكتوبر، ولكن مباريات الجولتين 3 و4 من كأس المحترفين أقيمت خلال تلك الفترة.. وتوقف أيضاً من أول نوفمبر وسيبقى كذلك حتى 23 نوفمبر، وقد أقيمت خلال هذه الفترة مباريات الجولتين 5 و6 من كأس المحترفين.. مجموع أيام التوقف 41 يوماً تخللتها 8 مباريات رسمية وودية للمنتخب، و28 مباراة في كأس المحترفين.

فما رأيكم دام فضلكم؟

** قبل أن تغفو الريشة

في ضوء المقارنة المذكورة، وإذا كان يحق للأندية أن تشكو من فترة التوقف فهي الألمانية بالتأكيد.. ومع ذلك لم تفعل.. ربما لأنها «متخلفة» تنظيماً وفكراً، وإعلاميوها يغطون في سبات عميق.

ويقيني أن الأندية الإماراتية لم تشكُ، ولكن هناك من يريد لها أن تشكو، ربما لأنه يغار على مصلحتها أكثر مما تغار هي!! وقديماً قيل: «إحكِ جالس، واقعد أعوج».

Email