أكروبات

الأوروغواي.. ألطف يا لطيف !

ت + ت - الحجم الطبيعي

مليون و734 ألف نسمة هو تعداد سكان الأوروغواي عندما نظمت المونديال الأول عام 1930 ووضعت كأس العالم في جيبها، ثم مليونان و195 ألفاً عندما أحرزتها ثانية عام 1950.. ذهبيتان أولمبيتان ورقم قياسي في عدد مرات الفوز ب"كوبا أميركا" أمام الأرجنتين والبرازيل، وهي رابعة مونديال 2010 مع خسارتين بفارق هدف واحد (2-3) أمام هولندا وألمانيا في نصف النهائي ومباراة المركز الثالث، أهدرت أكثر من نقطة لم يكن وارداً اهدارها في تصفيات مونديال 2014 الأميركية الجنوبية الى أن حلت خامسة، فتوجب عليها مواجهة الأردن خامس التصفيات الآسيوية غداً الأربعاء في عمّان ثم الأربعاء الذي يليه في مونتفيديو.

تعداد سكان الأوروغواي نهاية العام الماضي بلغ 3 ملايين و595 ألفاً، ومع ذلك فإنها سادسة العالم على صعيد تصدير اللاعبين إلى البطولات الأوروبية الخمس الكبرى أي اسبانيا وانجلترا وايطاليا وألمانيا وفرنسا (34 لاعباً) بعد البرازيل (120) والأرجنتين (98) وفرنسا (91) واسبانيا (37) وهولندا (36) وسويسرا (36).. ولكن إذا ما اقترن عدد اللاعبين بالتعداد السكاني فإنها الأولى بنسبة 9,17 مقابل 4,25 لسويسرا وصربيا 4,08 والدنمارك والبرتغال 3،22 والأرجنتين 2،40، وقد صدّرت منذ العام 2000 وحتى اليوم 1414 محترفاً الى الخارج أي ما يساوي 128 فريقاً، واطلبوا لقمة العيش ولو في الصين!

الى كل ذلك السجل المرعب والأرقام المدهشة فإن لائحة ال23 المرشحين لجائزة الكرة الذهبية التي تتوج أفضل لاعب في العالم 2013 تضم مهاجمي الأوروغواي لويس سواريز (ليفربول) وادينسون كافاني (سان جرمان).. وهذا الأخير دفع القطريون 64 مليون يورو ثمناً لرأسه الصيف الماضي فأصبح الأغلى في تاريخ الكرة الفرنسية.. ومع النجمين كتيبة ممن يدافعون عن ألوان أتخن أندية اوروبا.. من أتلتيكو مدريد - ثاني الدوري الإسباني - وحده هناك غودين وخيمينيز وكريستيان رودريغيز.

ألطف يا لطيف .. سادس التصنيف العالمي يواجه صاحب المركز ال70 الذي يبلغ للمرة الأولى في تاريخه هذا المنعطف الحاسم من التصفيات العالمية.. تراه "مغطساً" أكثر منه منعطفاً.. يحك مدرب النشامى المصري حسام حسن صلعته ويشحذ دماغه عساها عبقريته تتفتق عن حل يضمن الفوز ذهاباً تحسباً لشر مباراة الإياب على استاد احتضن نهائي المونديال الأول.. كيف؟ الله أعلم.. في عهدته لاعبون أقرب الى الهواية منهم الى الإحتراف إذا ما قيسوا بالخصوم.. موزعون على أندية محلية وأخرى كويتية مقبولة وسعودية مغمورة.. الإحتكاك اليومي ليس هو ذاته ولا السجل والخبرة والشهرة والرواتب، وليت الإحتكام يكون فقط الى التعداد السكاني.. لو كان هذا هو المعيار، سيسجل النشامى ضعف ما سيسجله الأميركيون الجنوبيون (6،5 ملايين نسمة في الأردن حسب إحصاء يوليو 2012) وستفوز الصين بكأس العالم الى ما شاء الله!

قبل أن تغفو الريشة

أصيب حارس الأوروغواي الأساسي نيستور موسليرا في إحدى مباريات فريقه التركي غلطة سراي، وسيغيب عن لقاء عمّان.. صديقي أشرف سمارة خبير كرة السلة في قناة دبي الرياضية، وهو لاعب سلة أردني دولي سابق، إبتسم وقال معلقاً على النبأ: "مش مهم إسم الحارس، لأننا قد لا نصل أبداً الى منطقة جزائه".. مع ذلك يتمنى أشرف أن تحصل المعجزة، مثلنا تماماً!

Email