أوكروبات

مونديال موجوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

المونديال القطري موجوع بعدما انقلب ألعوبة بين أيادي المصالح المتضاربة.. ومن فطاحل «المصلحجية» رئيس الفيفا «الرقّاص» جوزيف بلاتر الذي يصح فيه القول: «إذا كان رب البيت بالدف ضارباً».. مصلحته مهدت للملف القطري الفوز في 2 ديسمبر 2010، وهي ذاتها دفعته إلى التصريح قبل أيام قليلة ومن دون مقدمات بأن الفوز القطري «فرضته اعتبارات سياسية ومالية».. مواقفه تهز باستمرار تماماً كحال المغربل عندما يغربل بغرباله! وقد تمسك بدايةً بالمونديال الصيفي ثم تحول إلى الشتوي، وليته يثبت عند قوله مساء الجمعة: «المونديال سيقام حتماً في قطر».

ولأن البرد قارس في الخارج، يجلس الأوروبي قرب المدفأة خلال نوفمبر وديسمبر ليتابع مباراة كرة قدم عبر الشاشة الصغيرة، فإذا ما كانت مونديالية راح «يفصفصها» من ألفها إلى يائها.. هنا تحديداً تصبح الإعلانات التلفزيونية دجاجة تبيض ذهباً ومكثفة وغالية، لأن أعياد الميلاد ورأس السنة على الأبواب.

هذا نموذج من بعض البشر الذين يرون أن تنظيم المونديال القطري خلال الشتاء سيرتد عليهم إيجاباً.. وإذا ما حصل ذلك بفضل خارطة الطريق الخاصة بالاستشارات المكثفة والمطولة التي أعلن عنها بلاتر، فإن المسابقة ستقام على مدى شهر، ما بين نوفمبر 2021 وفبراير 2022.

بيد أن البعض الآخر لا يناسبه أبداً استحداث مونديال شتوي.. اللجنة الأولمبية الدولية، مثلاً، حددت الفترة من آخر يناير إلى الثلث الثالث من فبراير 2022 موعداً لإقامة أولمبياد الشتاء، ولا يمكن أن تنقله إلى موعد صيفي طبعاً حيث لا ثلج ولا من يتزلجون.. وتالياً لم يعد هناك فترة لتنظيم المونديال القطري إلا نوفمبر وديسمبر 2021.

وهنا تبرز معضلة أخرى.. الإنجليز لا يناسبهم هذا التوقيت ولا سيما ديسمبر.. يحصلون حالياً على 1.2 مليار يورو من حقوق النقل التلفزيوني للبريمير ليغ، وهذه الثروة شريان مالي أساسي لأنديتهم.. ثم إنهم غير مضطرين - من أجل إرضاء الفيفا وإكراماً لعيون قطر - لإعادة برمجة المباريات وأعمال كل من يشارك فيها فضلاً عن تعديل العقود الإعلانية وإلغاء فترة الانتقالات الشتوية و(..).. ثم إن المباريات المحلية مكثفة أصلاً خلال عطلتي الميلاد ورأس السنة في نهج دأب عليه الإنجليز منذ عقود طويلة، ولسان حالهم يقول: «عُهد إلى قطر تنظيم المونديال صيفاً، ويعلم من منحها صوته أن الحرارة في الدوحة ستكون 50 درجة ثم صحا من غفوته وطالب بتنظيم الحدث شتاءً.. إذا لم يكن ممكناً إقامته هناك في الصيف فليُنقل إلى مكان آخر».

وفي خضم هذه المعمعة يطل الأستراليون برؤوسهم ليركبوا موجة الابتزاز، طالما أن صندوق الفيفا يغص بنحو مليار يورو: «نحن قدمنا ملفنا لتنظيم مونديال 2022 على أساس أنه صيفي، ولو عرفنا بأنه شتوي لقدمنا ملفاً آخر ولفزنا ربما.. لذا نحن نريد تعويضات»!

هذا غيض من فيض، والآتي أعظم.

** قبل أن تغفو الريشة

في الموسم الماضي، كان بايرن ميونيخ هو الأقرب إلى برشلونة من حيث الاستحواذ، وإن كانت هذه المهارة لا تعني بالضرورة ضمان الفوز إذا لم تقترن بالفاعلية.. ومع غوارديولا، وبشكل تدريجي، سيصبح بايرن ملكياً أكثر من الملك وبرشلونياً أكثر من برشلونة.

Email