وجهة نظر

جماهير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الجو الحار سببا في غياب الجمهور عن مباراة كأس السوبر، ولم تكن إقامة المباراة على بعد مئة كيلو أو أكثر سببا في عدم حضورهم هذه المنازلة، التي استمتع الجميع بمشاهدتها، وجمعت العين بطل الدوري بنظيره الأهلي بطل الكأس، قطبي الكرة الإماراتية اللذين قدما لنا مباراة رائعة لم يشعر من تابعها أن التسعين دقيقة التي انتهت سلبية لم تشهد أية لحظة مملة، بل كانت مثيرة في كل لحظاتها، مباراة سوبر بمعنى الكلمة كانت خير مكافأة لكل الجماهير التي ملأت ملعب محمد بن زايد، لتثبت لنا أن الجماهير عندما تجد السبب القوي للحضور فإنها ستحضر بدون أية دعوة، وبدون أي تشفير للمباريات.

المسألة محتاجة لفرق تقدم كرة ممتعة محتاجة لجمهور يستعيد الثقة في الإدارة قبل الفريق ووقتها سيزحف الجميع خلف فريقه حتى لو كان خارج المنافسة، حتى لو بعدت المسافة، وقبل كل هذا بحاجة بأن تهتم الجاليات الأجنبية والعربية بدورينا، أو فلنقل نحن بحاجة أن نجعلهم يهتمون بدورينا ويتعلقون به ويحرصون على الحضور والمتابعة والتشجيع، وهذا كله يحتاج إلى تسويقه لهم بدرجة أفضل وأكبر، وما الضير إذا حضروا مقابل وجبة غذائية كنوع من التسويق؟ أغلب الملاعب في أوروبا تقدم للجماهير مشروبات غازية مثلا مجانا، نعم الأوروبي يحضر لأسباب عديدة للمباريات ولكن التسويق الصحيح سبب أيضا لحضوره، وهل الأوروبي وحده يحضر في مدرجات فريقه؟

لا طبعا فكثيرا ما شاهدنا آلاف الآسيويين يحضرون مباريات مانشيستر يونايتد وغيره من الفرق ولم ينظر لهم أحد بأنهم غير مرغوب فيهم، وهذا ما نريد أن نصل اليه نحن من فكر ووعي الجاليات هنا جزء من مجتمعنا فلماذا لا يكونوا جزءا من القاعدة الجماهيرية، لماذا يخجل البعض من جعلهم جزءا من جماهيره في المدرجات لا أرى أي عيب في حضور أبناء جالية معينة والتشجيع والمساندة، فطالما بعض الجماهير تفضل المقاهي والشاشات، فلا تكونوا أنانيين وتحرمون فريقكم من مساندة الغير، ودعوا الجاليات تحضر وتكون جزءا من كورتنا ودورينا بمسماه الجديد دوري الخليج العربي، وهذا بحد ذاته سبب للترويج أكثر.

فالنجاح لا يعني أن تنظم بطولة أو تفوز ببطولة، بل التحدي الحقيقي الآن في جذب أفراد المجتمع للحضور للملعب والاستمتاع ومؤازرة الفرق، فاللاعب لا يريد في المدرجات سوى جمهور يشجعه ويتفاعل معه ويصفق له ويقدر مجهوده، وشعور اللاعب عندما ينزل الملعب والمدرجات ممتلئة تختلف تماما عن شعرره وهو ينزل فلا يشاهد سوى الكراسي وصمتها القاتل! وكرة القدم بالنسبة لأي لاعب لحظات غالية باقية في ذاكرته فكم من أساطير الكرة المعتزلين في أغلب مقابلاتهم دائما ما يرددون لا أنسى منظر الجمهور في تلك المباراة وتجده يتحدث عن هذه اللحظة بصدق وحب.

Email