من بعيد

ولما كان الثلاثون من يونيو

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات استكمال موسم كرة القدم على المحك، وتحيط به المخاوف بسبب الهالة الإعلامية للأحداث المتوقعة يوم 30 يونيو الحالي في الشارع المصري، وتبدو المشكلة في عدم موافقة المؤسسات الأمنية بالانشغال بحماية مباريات رياضية في توقيت شديد الحساسية ووسط ظروف عاصفة عاتية، وفي محاولة من اتحاد الكرة لإنقاذ الدوري الذي اقترب من نهايته، وقام بتأجيل دورة المربع الذهبي ستة أيام فقط، على أمل أن يحل الهدوء ويذهب الاحتقان بعيداً، لكن في تقديرنا الوضع أكثر تعقيداً.

النشاط الرياضي المصري، وتحديداً كرة القدم، يسير على أرض غير ممهدة، بل حقول من الأشواك، ولعل ما حدث قبل أيام في مباراة مغمورة في الدوري الممتاز تعكس ذلك، عندما ذهب فريق إلى ملعب والفريق المنافس إلى ملعب آخر ومعهم الحكام، وانتظر كل منهم الطرف الثاني، وبالطبع لم تقم المباراة، في مشهد يوضح حالة الارتباك العجيبة.

ولا يمكن الفصل بين ما تشهده الحركة الرياضية من انفلات وأزمات ومواجهات، عن الواقع الذي تعيشه مصر منذ الإعلان عن شحن الفرقاء للمواجهة الكبرى يوم الثلاثين من يونيو، وليس الأمر بعيداً، ففي امتحانات الثانوية العامة، لا تخلو من تجاوزات، أبرزها تسريب الأسئلة عبر تصويرها بالهواتف المحمولة، واقتحام بعض اللجان.

الأجهزة الأمنية أعلنت عدم تدخلها في الفض بين المتحاربين ووقوفها بعيداً، كما رفضت بإصرار إقامة مباريات المربع الذهبي، خاصة أنها تجمع أكثر الأندية شعبية، وهي الأهلي والزمالك والإسماعيلي، رغم أن المباريات تقام في أسوأ ظروف ممكنة في ملاعب خاضعة للقوات المسلحة وبدون جماهير، وتزداد المخاوف من تداعيات محتملة للتمرد الشعبي وتصاعد الأحداث، .

وهو ما يهدد بإلغاء الدوري، نظراً لارتباط الناديين الزمالك والأهلي ببطولة أندية أفريقيا ابتداء من الأسبوع الثالث لشهر سبتمبر المقبل، وهي مشاركة إلزامية، تبدأ بلقاء يجمع الفريقين المصريين وجهاً لوجه، وهو لقاء يخشاه الأمن ويستعد له جيداً، والمشاهد الفرعية لا تبعث على الارتياح، فحوادث الاعتداء على الحكام وتخريب المباريات تكررت في دورة الصعود، ومتوقعة في دورة تحديد الهابطين، وفي ظل أوضاع سياسية غير مستقرة وتموج بالغليان، يصعب التكهن بما يمكن أن يحدث.

Email