من بعيد

الخطوط الحمراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرج لاعب منتخب مصر من الملعب خلال المباراة الودية مع بيتسوانا ليشن حملة هجوم ضارية على المدرب الاميركي بوب برادلي وكأنه ضحية قرار مدرب متغطرس قام باستبعاده من رحلة زيمبابوي وموزمبيق، ونسى اللاعب أنه لم يكن ضمن المجموعة الاساسية ولكن انضم بديلا للاعب مصاب، والواقعة ليست عابرة بل تحمل دلالات لا يجوز إغفالها فهي تعكس الانفلات الذي يسود الشارع المصري فى مختلف القطاعات ومن بينها القطاع الرياضي.

اللاعب المنفلت ربما يكون معذوراً، فقد وجد رئيس اللجنة الاولمبية المصرية بتاريخها الطويل يقود معركة تبدو قانونية فى ظاهرها ولكن الحقيقة أنها صراع السيطرة والبقاء ، ضد وزير الرياضة الذي أسقط نفسه فى سلسلة من الأخطاء الجسيمة بدأت من اليوم الاول لتوليه المنصب عندما أقال اتحاد الكرة ووضع لجنة بالتعيين ثبت أنها غير قانونية، فقام بحلها بعد أيام قلائل ، ثم أطلق بالونات إعلامية متعمدة لقياس نبض الرأي العام حول إلغاء بند الثماني سنوات من لائحة الاندية الرياضية، وعندما صدرت رسمياً تبين أنه تراجع مضطراً وأبقى على الحظر ، وهنا تفجر الصراع وتداخلت الأطماع وسقطت القيادات الممثلة لمؤسسات رياضية لها مكانتها فى مطب البحث عن المصالح الخاصة والمناصب الأبدية بحجة تعظيم أدوار الجمعيات العمومية.

مايحدث تجاوز حدود الاختلاف القانوني فى تفسير اللوائح وتحول إلى أساليب سوقية متدنية فى شكلها ومضمونها ولا أنسى رئيس اللجنة الاولمبية عندما وجه الفاظا رديئة غير لائقة بالوزير وتحدث بالعين والحاجب وكأنه فى مشادة بالطريق العام مهدداً وملوحا بتقديم شكوى إلى اللجنة الاولمبية الدولية ، وهو الموقف الذي شجع النادي الاهلي على التصعيد ضد اللائحة التى صدمت خالد مرتجى الذي يرى نفسه الوريث الشرعي لقيادة النادي العريق، والزمالك الذي شارك لأسباب مختلفة لكنها تدور حول فرض الهيمنة على أجواء الانتخابات القادمة، وهكذا تعددت المصالح والعدو واحد، وهو وزير الرياضة الذي لاندافع عنه على الإطلاق.

المسارات الرياضية تتجه بسرعة إلى العنف والمؤشرات واضحة فى المشادات التى تقع فى مباريات الهبوط والصعود من المدربين ضد الحكام أو الاعتداء على الفرق المنتمية إلى مدينة بورسعيد إذا تواجدت فى مدن أخرى، وفى ظني أن التصعيد الأعمى من جانب المعارضين الذين أضاعوا الثورة، وصل إلى مرحلة هدم المعبد على روؤس الجميع، وليذهبوا إلى الجحيم ، ولعل الحادث الصغير الذي وقع فى مول سيتي ستارز الشهير وتسبب فى تدمير واجهاته الضخمة ما هو إلا إنعكاس للانفلات العام ، ولا نلقي بالمسؤولية على الصغار، فالكبار ينفخون فى النيران ويشعلون الساحة الرياضية من أجل أهداف صغيرة ومصالح زائلة، وهو مايهدد الرياضة المصرية فى مقتل.

Email