من بعيد

الصراع الرياضي المدمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

المنافسة القديمة والتاريخية بين الأهلي والزمالك لم تعد في الملعب بل تجاوزته الى مدى أوسع وميادين اكثر خطورة، ولم تعد صفقات خطف اللاعبين محور التنافس كما كان قبل سنوات بل بلغ حد التنكيل بالقيادات الرياضية التي تنتمي لهذا النادي أو ذاك، والحادث المؤسف الذي وقع قبل أيام في قاعة المؤتمرات باستاد القاهرة تتويج لهذا التنكيل فالهدف ضرب العامري فاروق وزير الرياضة بداعي انتمائه للأهلي وهو الأمر الذي تكرر عام 2011 مع الوزير الأسبق حسن صقر لمجرد انه ابن لنادي الزمالك.

والمؤلم أن التنافس دخل مرحلة الصراع المدمر من جانب كل طرف لهدم المعبد على رؤوس الجميع ولم تعد الآلة الإعلامية الجهنمية التي يملكها الناديان الوسيلة الفتاكة لفرض المواقف على الجهات المسؤولة والالتفاف حول القوانين واللوائح، بل تصاعد الأمر مع الانفلات الذي تزامن مع حقبة الربيع الزاهي الى استخدام سلاح جديد لعله اشد فتكا واخطر تأثيرا وهو ما يسمى بروابط الالتراس وهي ظاهره دخيلة على مجتمعاتنا العربية وانتشرت بصورة محمومة لتستقطب الشباب وتديرهم تحت شعار الانتماء الاعمى والطاعة التامة دون مناقشة، وفي ظني أن الأهلي ثم الزمالك استخدما هذا السلاح لفترة ثم انقلب عليهم الالتراس وخرج من السيطرة ورفع شعارات سياسية وضعت الناديين في مواقف بالغة الصعوبة.

لن ابرئ نادي الزمالك من مسؤولية الشحن الإعلامي ضد العامري فاروق الوزير الحالي في استخدام لغة تخاطب غير لائقة الأمر الذي أدى الى استنفار مشجعيه الالتراس فاقتحموا القاعة التي كان على وشك أن يعلن فيها اللائحة المثيرة للجدل والمرفوضة من الناديين، وكان الأهلي الأسبق في حملته على الوزير الأسبق صقر اعتراضا على نفس اللائحة واستخدم أدواته الإعلامية لتشويه الرجل حتى استسلم ورحل، وتشاء الأقدار أن اللائحة الجديدة بما فيها من حظر العضوية لأكثر من 8 سنوات تصدر من الوزير الاهلاوي بعد كارثة الاقتحام وطبعا لم يعترض الأهلي وبدأ رئيسه حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب يعدون العدة للرحيل والتخلي عن قيادة النادي العريق لأجيال جديدة.

ولكن الأمر في الزمالك يبدو مختلفا فالرئيس الحالي ممدوح عباس رفع الراية البيضاء واعلن الاستسلام رغم أحقيته في خوض الانتخابات، تاركا رئاسة القلعة البيضاء على طبق من ذهب للمقاتل مرتضى منصور الذي سوف يقوده شئنا أم أبينا بحكم الشعبية والقوة.

العلاقة بين الناديين دخلت في نفق مظلم وبات التنافس حول من يسيطر على صاحب القرار ومن يقود الرياضة المصرية منفردا بقوة الالتراس والإعلام الطاغي إنها الإشكالية التي أخشى من تصعيداتها في الأسابيع القادمة عندما يتواجهان معا بالملعب ضمن بطولة أندية إفريقيا في أجواء مشتعلة وإعصار يكاد يعصف بما تبقى من أحلام في مستقبل طيب.

Email