من بعيد

الصعلوك

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعبير لم أتصور أن اسمعه يتكرر على لسان رئيس نادي الزمالك، الكيان الرياضي الكبير، ليس في لقاء خاص بل خلال مؤتمر صحافي حضرته أكثر من 17 وسيلة إعلامية ، وكان لافتا توتر الأعصاب وتصاعد المشاعر والغضب ضد وزير الرياضة، ولم يقتصر الأمر على لفظ الصعلوك الصادم بل سلسلة أخرى من التهديد والوعيد تتماشى مع زمن الثورة، الذي فتح الأبواب أمام كل من يرغب للحصول على حقه بذراعه أو بلسانه على أسوأ تقدير.

غضب ممدوح عباس كان إعصارا جارفا أو قل بركانا يموج باللظى المدمر، ومن وجهة نظره هو يدافع عن مؤسسة نادي الزمالك العريقة، ويرفض عبث الوزير باللوائح، واستقطاع 15 شهرا من المدة القانونية للمجلس يراها حقا لا جدال فيه لنادي الزمالك، وفي ظني أن ممدوح عباس الذي أعرفه منذ 35 عاما عندما كنت صحافيا مبتدئا أراه داخل الزمالك عاشقا ومتابعا وداعما للاعبيه إلى حد الجنون، لم أشاهده بمثل هذا الانفعال الصارخ ولا أجد مبررا لاستخدام هذه الخلطة من التعبيرات العاصفة والأوصاف غير اللائقة لمن يشغل منصب الوزير، لكنني أتفهم دوافع رئيس الزمالك وإذا استبعدنا جنوحه إلى اللغة والمفردات المرفوضة، فإنه يدافع عن حقوق النادي في زمن لم تعد فيه حقوق مصانة أو محفوظة.

ولا أتصور أن شخصا بمكانة وزير الرياضة يفتح الأبواب مع الجميع، ويحارب الظروف المعاكسة على كل الجبهات، يغلق باب التحاور مع ناد عملاق بحجم نادي الزمالك، وهو يدرك أن استقرار الأهلي والزمالك مقدمة لاستقرار الحركة الرياضية المصرية، والأزمة كانت واضحة منذ عدة أسابيع لكن الوزير تعامل مع الزمالك وكأنه أحد مراكز الشباب.

في الوقت الذي فتح خطوط الاتصال مع النادي الأهلي وحدد موعدا لنهاية مدة مجلس إدارته بعد تفاهم وتحاور واتفاق، ورغم عدم قبولنا أسلوب التخاطب الذي سلكه عباس إلا أنه لم يدافع عن مصلحة خاصة أو غرض في نفس يعقوب.

فالرجل نفى عزمه خوض الانتخابات مرة أخرى، إذن لا توجد دوافع خاصة، وأتصور أنه على حق في عدم المخاطرة بخوض الانتخابات لأنه يعلم تماما أن مرتضى منصور مستعد لخوضها، ويعتبرها معركته الفاصلة في حياته مستخدما كافة الأسلحة الانتخابية بكل أشكالها وأنواعها، وهو ما لن يقدر عباس على مواجهته، وفى تصوري أن مرتضى منصور بات الأقرب جدا لرئاسة نادي الزمالك خلال السنوات الأربع القادمة، في عصر يحتاج فيه الزمالك إلى مثل هذه النوعية من المقاتلين والمحاربين لتفادي أخونة تلك المؤسسة العملاقة.

مرة أخرى لن ندافع عن عصبية رئيس نادي الزمالك، لكن من الواضح أنه اشتم رائحة المؤامرة خارجة من مكتب الوزير، ويصعب علينا توقع سيناريو محدد لما سيجري في النادي حتى نهاية الشهر الحالي موعد انتهاء مدة مجلس الإدارة.

Email