وجهة نظر

سفير الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تبدأ الموسم متخبطا وأوراقك مبعثرة، والبعض يصور الوضع وكأن الأمور لن تعود إلى نصابها، وكأن الفريق أمامه موسم سيعاني فيه كثيرا، فاعلم أن الحديث هنا عن نادي الشباب، الفريق الذي قهر كل ظروفه وتفوق على نفسه وأرضى الجميع.

وتحول من فريق تائه إلى فريق عرف الطريق فوصل إلى نهائي كأس رئيس الدولة، مثلما عرف طريق آسيا فمشى واثق الخطى وتجاوز مجموعته بكل ثقة، مع العلم أن الجوارح كان قد خاض لقاء الملحق في بداية مشواره في آسيا هذا الموسم، ومع هذا تشبث بالفرصة وتأهل لخوض دور المجموعات، ليؤكد انه حقا سفير الوطن.

وأن اللقب ليس لمجرد الاستهلاك فقط، ونادرا من يثبت انه على قدر اللقب الذي اطلق عليه، ويكفي أن تعلم أن الشباب هو الفريق الإماراتي الوحيد الذي فاز خارج أرضه في بطولة أبطال آسيا، فيما لم تحقق الفرق الثلاث الأخرى أي نصر خارج حدود الدولة، حتى يعرف الجميع حجم الخلل الآسيوي الذي نعيشه، ومع هذا يأتي الفريق الأخضر ليغطي بلونه على صحراء الفشل الذريع، فيتأهل مع كبار آسيا لدور الستة عشر ليلاقي فريق الاستقلال.

وفي غضون أيام عاد وقابل الوحدة صاحب الفرصة الأخيرة لإنفاذ موسمه، ولكن باكيتا كان له رأي آخر هنا أيضا، وانتزع بطاقة المباراة النهائية ليجد نفسه وجها لوجه مع الغريم التقليدي الأهلي في نهائي بدا الحديث عنه منذ الآن.

الصعود لخوض نهائي الكأس الغالية على قلوب الجميع لا شك أمر يجب أن نشيد به للجوارح، خصوصا أنهم خاضوا خلال ثلاثين يوما تسع مباريات أي بمعدل مباراة كل أربعة أيام، وعليك أن تتخيل حجم الجهد الذهني والبدني المبذول ومع هذا كانوا على قدر التحدي والرهان فلم يثنهم إرهاق ولم ينل أي شيء من عزيمتهم.

وأنا هنا لا أنتقص من حق باقي الفرق بقدر ما أحاول أن أوفي الشباب حقهم، خصوصا وأنهم لم ينالوا كل هذا الزخم الإعلامي وهذا بحد ذاته كان في مصلحتهم، فأحيانا من الجيد أن تكون بعيداً عن الأضواء لأنك كلما اقتربت منها فإنها بلا شك سوف تحرقك.

من حق جمهور الفريق أن يفخر باللاعبين والمدرب بعد كل هذه التقلبات، ومن حق الإدارة أن يشيد بها الجميع فالعمل بصمت فن لا يتقنه الكثيرون، لأن ما فعله فريقهم هو درس مجاني للفرق التي تتحجج وتتذمر بشح الموارد المالية، وعدم قدرتها على جلب النجوم من المواطنين بأن ما بين يديك هو أغلى وأثمن لو توفرت له الظروف المناسبة.

ولو كف الجميع عن النظر فيما ليس له والتركيز في ما معه، ومحاولة صنع النجوم أفضل من شراء نجوم على مشارف الأفول، أما الفرق ذات الميزانية الضخمة فعليها أن تستوعب أن بعض اللاعبين من فئة سوبر ستار أحيانا يكونون نقمة وليس نعمة.

Email