من بعيد

واقعة حدثت مع أبوتريكة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدم مراسل قناة تليفزيونية أجنبية شهيرة من النجم المصري محمد أبوتريكة خلال تواجده فى معرض أبوظبي الرياضي الدولي الثاني طالبا رأيه فى الفعاليات، وسط حشد هائل من الزوار والرياضيين سواء من دولة الإمارات أو الأجانب، وهنا حدثت المفاجأة التى أذهلت الجميع ، فقد رفض أبوتريكة الإدلاء بتصريحات إلى المراسل وقال له: اعتذر لكم ولن أتحدث إلى جهة إعلامية تسيئ إلى وطني وتقف منه موقف العداء، وابتسم فى أدب جم ولطف شديد وانصرف عن المراسل الذي أخذته الدهشة، وحاول أن يوضح له إن هذا برنامج رياضي وليس سياسيا، لكن نجمنا الغالي أبوتريكة كرر اعتذاره بهدوء، وحسم الأمر رافضا الظهور عبر هذه الشاشة تحديدا.

ولم يمانع أبوتريكة بل رحب بشدة بإجراء حوار، بعد تلك الواقعة بدقائق، مع قناة أبوظبي الرياضية، وأعرب عن ترحيبه بالتعامل مع تلك القناة العربية ذات النهج الوطني الرائدة فى التغطية الرياضية، هذا ماحدث فى أرض المعارض، ولفت اهتمام جميع الحضور، وكان مثار إعجاب بالموقف الذي يعبر عن غيرة هذا اللاعب على بلاده والرافض للإعلام الذي يشتط في الإساءة للشعوب العربية، وهذه الواقعة تؤكد ما ذكرته من قبل أن احتراف محمد أبوتريكه في نادي بني ياس سيكون تجربة مهمة لعودة الثقة فى قدرة اللاعب المصري على الالتزام بنظم الاحتراف، بعد تجارب لم تنجح كان آخرها محمد زيدان بنفس النادي وشيكابالا بنادي الوصل.

أبوتريكه لم يذهب إلى المعرض الرياضي الفريد فى شكله ومضمونه للتجول وإضاعة الوقت، بل التزاما بدوره كواجهة دعائية للنادي المتعاقد معه، وعلى الرغم من سوء الحظ الذي لازمه بإصابة أبعدته عدة أسابيع، عاد ليسجل هدفا فى الملعب وأهدافا كثيرة خارج الملعب من خلال مظهره المشرف وسلوكه الحضاري وتعايشه مع تلك الدولة العزيزة، وتجاوبه مع الجماهيرفى كل مكان يظهر فيه، وأظن أن احتراف أبوتريكه فى دولة الإمارات العربية، ولو لمدة زمنية قد لا تطول، يحقق كثيرا من المكاسب لتعزيز العلاقات العميقة بين مصر والإمارات، وفي ذلك المعرض شارك أبوتريكه فى ندوة بعنوان "أهمية اكتشاف الرياضيين المميزين" وندوة أخرى بعنوان "المناسبات الرياضية والترويج للدولة" وطبقا لبرنامج محدد بدقة تجول فى أجنحته، وشارك فى ضرب كرة الغولف مع العديد من اللاعبين من الأندية الأخرى، ووقف على أبواب جناح نادي بني ياس لجذب المشاهدين، وقام خير قيام بدوره كلاعب محترف له مكانته فى مصر والعالم العربي، فى الترويج للنادي الذي يتعاقد معه دون أي اعتراض، بل كان في أفضل حالاته المعنوية.

ولكن الدعاية الحقيقية التى يقوم بها هذا النجم المختلف عن غيره، هي حبه وغيرته على وطنه وحرصه على احترام ذاته والاعتزاز ببلاده، رغم كل ما يعكر أجواءها، وسيطرة فصيل على مقاليدها دون وجه حق، ومن واجبنا الإشادة بأبوتريكة النجم الغالي، لما يقدمه من نموذج خارج الوطن، وفي ظني أنه سوف يترك بصمة انسانية ورياضية لن يمحوها الزمن.

Email