رؤية خاصة

عودة برشلونة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعدما مر الفريق بمحنة حقيقية، بخروجه من كأس الملك وخسارة الكلاسيكو في ظرف أربعة أيام أمام ريال مدريد، وصولاً إلى مباراة (نكون أولا نكون) الإياب في دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا أمام ميلان الذي تقدم بهدفين نظيفين في الذهاب، دخل رجال البلوغرانا مسرح الكامب نو، عاقدين العزم على الظهور بمستوى، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع ذلك باستثناء جيرارد بيكيه الذي قال: نستطيع أن نفوز بالأربعة، واندرياس انيستا الذي أضاف: سأضع يدي في النار من أجل التأهل، لم تكن تصريحات يرُاد بها النرفزة ولكن هؤلاء هم غرس غوارديولا الأب الروحي لهذا الفريق.

أتذكر عندما قال أغلب النقاد إن هذا الفريق انتهى عصره وأضافوا إنه يُمر بمرحلة بداية النهاية كما يقولون، ولكنهم انتفضوا على حساب ميلان الذي ظهر بشكل باهت ،لاطعم له ولا لون، وبإبداعات منقطعة النظير بأقدام جميع اللاعبين الذين ظهروا بروح مختلفة وعزيمة وإصرار ليس لها مثيل مستخدمين التيكي تاكا، التي جعلت لاعبي الخصم يلهثون خلف الكرة طوال التسعين دقيقة.

كما لا ننسى دور الجماهير العريضة التي غصت في المدرجات وهي تهتف (كامبيون) وتعني الأبطال قبل وأثناء وبعد المباراة، هتافات أدخلت اللاعبين أجواء اللقاء منذ الدقيقة الأولى، في ليلة ساحرة ليست كأي ليلة كان بطلها ميسي، تشافي وانيستا الأعمدة الأساسية لهذا الفريق الاسطوري.

و ُيقال إن تشافي هو من وضع التشكيلة وحسناً فعل بإبعاده فابريغاس البطيء وبويول الذي بدأ يخذله عامل السن، حيث إنه اجتمع مع اللاعبين قبل وجبة الغداء، لا أعلم ماذا قال تشافي؟ ولكن ما شاهدناه، ليست مباراة كرة قدم، بل ملحمة كروية جسدت تكاتف الجميع المشجعين ،الإدارة، اللاعبين،وأخيرا المدرب تيتو من نيويورك الذي كان يتابع المباراة جسدا هناك وفكراً في عقل اللاعبين.

Email