انتخابات اللا توافق

تعقدت أشكال المنافسة على منصب الرئيس في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتحولت الى منحى يعكس عدم توافق اتحادات غرب القارة واغلبها عربية، وكان يحدونا اعتقاد جازم بتوافر فرص كبيرة لصالح الصديق يوسف السركال مرشح الإمارات الذي يسعى الى هذا المنصب منذ سنوات ولكن التطورات الأخيرة جعلتنا نعيد المراجعة والبعض يرى أن اقتحام المرشح السعودي حافظ المدلج يقلب الموازين وهو أمر نتفهمه لكن المفاجأة في انصراف مرشح البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم عن تلبية الدعوة لاجتماع الأردن مؤخرا وتمسكه بالتوجه الى كتلة وسط وشرق آسيا الأوفر أصواتا.

وفي تصوري أن الانشغال بقضية التوافق على مرشح واحد، يهدر الوقت والجهد في ظل عدم التوافق الذي غلب على جلسات الأردن رغم التصريحات الودية والأخوية من السركال والمدلج ورؤساء بعض الاتحادات المؤثرة، فالوقت يسرق الجميع والانتخابات موعدها 2 مايو، وهو ما يستوجب ترتيب حملة دعائية انتخابية دقيقة، لاستقطاب أصوات غرب القارة ووسطها وما تبقى من شرقها وجنوبها، ولا نعترض على توافق الاتحادات العربية، لكن في ظل ضيق الوقت ووجود مرشح تايلاند ماكودي الذي يلعب منفردا في جنوب شرق آسيا ووسطها، يصبح الكلام عن التوافق عبث ورفاهية لا مجال لها.

** يبدو أن مرشح البحرين الذي كان قد خسر السباق عام 2009 أمام القطري محمد بن همام بكل ثقله، بفارق صوتين، "حسبها صح" ووجه البوصلة نحو مناطق الأصوات وفي تقديري أن التعامل مع اتحادات آسيا الفقيرة في الوسط والجنوب والشرق افضل كثيرا من محاولات استقطاب تأييد الأصوات العربية بكل تعقيداتها وحساباتها، وتداخل المفردات السياسية والاقتصادية مع الرياضية في توجهاتها.

** اسمحوا لي بالإشارة إلى أن ترشيح السعودي المحترم حافظ المدلج لن يؤثر كثيرا على مؤشرات باقي المنافسين حتى لو اعتبره البعض يمثل اتحادا كبيرا له مكانته ونفوذه وتأثيره في القارة الآسيوية، على العكس من مرشحنا يوسف السركال الذي تشير الاستقصاءات الى امتلاكه تأييد 16 صوتا دون تحديد مواقعها ويحتاج الى 8 أو 9 أصوات ليحقق حلمه الأثير ويعتلي مقعد الرئاسة، ولا ننسى انه عام 2011 حصل على منصب نائب الرئيس من منافس كوري جنوبي عنيد ب 25 صوتا مقابل 20 للكوري وكانت نتيجة مدوية.

** أتصور أن السركال الذي يستعين بفريق عمل ذي خبرة يدرك خطورة تركيز المرشح البحريني على الجانب الآخر من القارة، وعلى السركال عدم إهدار الوقت والجهد في لعبة التوافق غير المجدية والتي لن تعود عليه بالنفع بل قد تضره حسابيا وزمنيا، وعليه أن يواجه التايلاندي ماكودي في عقر داره وهو يملك بشكل مؤكد 12 صوتا لاتحادات تكتل الاسيان اي الوسط والشرق إضافة الى وعود قوية من اتحادات كوريا الجنوبية واليابان واستراليا وأيضا وهذا مهم صوت الهند، واللافت للاهتمام أن التايلاندي لايضع أصوات غرب القارة في حساباته كثيرا بسبب تعقيداتها وعدم وضوح رؤية البعض منها وهو يدرك أن الأصوات العربية خارج حساباته إلا إذا كان هناك في الخفاء ما يخالف ذلك.

** البعض يرى أن السباق لم يبدأ بعد والحقيقة انه انطلق وهناك من يحصد الأصوات جديا وهناك من يبحث عن أوهام التوافق والسركال يعرف اللعبة واسرارها وقادر على تحقيق الحلم الإماراتي.

الأكثر مشاركة