وجهة نظر

أهل الصعايب

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميلة هي الفرحة، وجميل هو الإنجاز خصوصاً عندما يوازي فرحة وطن يثبت لك دائما وأبداً ان البيت متوحد ولله الحمد.

كم هي رائعة كرة القدم لأنها تكاد تكون اللعبة الجماعية الوحيدة التي من شأنها ان ترسم الفرحة على شفاه افراد المجتمع أيّاً كان، رجلاً، شاباً، صبياً، طفلاً، عجوزاً، امرأة، بنتاً، فتاة، وطفلة، الكل يسعد عندما يفوز الأبيض، هذا المنتخب الذي أصبح عشقاً يجري في العروق.

منتخب الإمارات ذهب للبحرين محملاً بالأماني، ورجع من هناك بالذهب وبالكأس وبإعجاب الجميع على المستوى الراقي، واللعب الرائع بقيادة المهندس مهدي علي الذي أشعل الخليج العربي وغير الفكرة القديمة التي ارتبطت بالمدرب الوطني، وهي فكرة مدرب الطوارئ..

نعم المدرب الوطني لم يعد مدرب طوارئ يا سادة بل أصبح مدرباً يرسم ويخطط ويضع خارطة الطريق ويحدد الهدف، وهنا أتذكر حديثاً قصيراً جمعني بالصحفي السعودي فيصل الشوشان الذي قال لي: التقيت بمهدي في بطولة كأس آسيا في الدمام التي حققها المهندس مع هذا المنتخب في ذلك الوقت، وأعلن عن ولادة هذا المنتخب القادم بإذن الله بقوة الى ساحة البطولات، وقتها قال المهندس مهدي للزميل الشوشان اهدافنا وخططنا واضحة ونسعى إلى ان نصل للمنتخب الأول في عام 2013 ونحقق نتائج ايجابية.. وفعلا وصلنا اليوم لبداية العام الجديد فكان أول اختيار هو خليجي21 ولله الحمد.

لم يخيب المهندس وكتيبته ظننا وعادوا من دلمون وهم متوجين بالكأس والذهب والجوائز وحب الناس واعجاب الخليج واشادة كل من تابع البطولة، ولكن هذه المكتسبات كلها يجب ان نحافظ عليها فليس اسهل من الوصول للقمة ولكن المحافظة على القمة صعب للغاية وعملية شاقة أيضا.. والأهم من هذا كله يجب ان لا يجد الغرور مكانا في قلب اللاعبين، وحذارِ من الثقة المفرطة، وحذارِ من التعالي وعدم احترام الخصم.

كلنا ثقة في جهاز المنتخب الإداري والفني في توجيه اللاعبين والحفاظ عليهم وعلى مستواهم وعلى الانضباط داخل الملعب وخارجه وعلى كل ما كسبناه، ولا ننسى أن أمامنا معتركاً قوياً ومهماً يبدأ من الشهر القادم، وهو التصفيات الآسيوية التي نتطلع جميعا للتواجد في نهائياتها، ولكن قبل ذلك تجاوز مجموعتنا المؤهلة إليها وأولى اللقاءات ستكون مع فيتنام في فيتنام، لذا يجب أن نعود من حالة الطيران من الفرح ونلامس الأرض والواقع ونبدأ الاستعداد ذهنيا من الآن.. فالقادم لا شك أصعب ونحن أهل (الصعايب) ..ووقت الشدايد مالها إلا عيال زايد... ومرحباً آسيا.

Email