من بعيد

من مصر إلى الإمارات.. أسعدتمونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهنئة خالصة من القلب إلى دولة الإمارات العزيزة، على الإنجاز الرياضي اللافت بالحصول على كأس الخليج للمرة الثانية، ولكن هذه المرة من خارج الحدود، ومباركة حارة إلى المنتخب الأبيض لاجتهاده طوال المنافسات، وتحقيقه خمسة انتصارات من خمس مباريات، وهو إنجاز نادر في تاريخ بطولات الخليج، ولا أملك سوى الإشادة بحق بالمدرب مهدي علي، أخي الصغير، الذي أعرفه منذ كان لاعباً واعداً في النادي الأهلي، حتى وصل إلى قيادة المنتخب الأول، متدرجاً مع منتخب الشباب ثم الأولمبي، مساهماً في صناعة هذا الفريق المدهش، وشهادتي كمتابع، وربما عن قرب لكرة الإمارات طوال 20 عاماً، أقول إن المنتخب الحالي هو الأفضل فنياً ومهارياً، ويكاد يتفوق على جيل 90 الشهير.

وفي القاهرة، وخلال متابعتي مظاهر الاحتفال في المدن الإماراتية وشوارع المنامة، ومواكب المحبين الذين قطعوا المسافات البرية الطويلة بالسيارات لمؤازرة الفريق، وسط ذلك، تلقيت مكالمات من أصدقاء يهنئون بالفوز الإماراتي، ولمست فرحة المصريين الذين شاهدوا المباراة النهائية في المقاهي، وتعايشوا مع أحداثها، وشعرت بتعاطف الشارع المصري مع الإنجاز، من خلال توارد الخبر عبر نشرات الأخبار في القنوات المصرية بكل أشكالها، وهو أمر له دلالته عندنا، فالعلاقة بين الشعبين وطيدة وعميقة.

وتجاوز كافة أشكال العلاقات الرسمية، وفى ظني أن توقف النشاط الرياضي في مصر كان من أهم الأسباب التي دفعت المصريين لمتابعة خليجي 21 والتعايش مع كل تفاصيلها، وكان منتخب الإمارات هو الأقرب إلى القلوب، لما قدمه من مستوى يعكس حجم الإعداد، وإرادة تحقيق الانتصار.

وكرة الإمارات مرت بمراحل ومنعطفات كثيرة منذ الثمانينيات، بالفريق الذي ضم سعيد صنقور وأحمد شومبي والأخوين يوسف وجاسم محمد وسالم خليفه وحمدون وخماس، ثم جيل فهد خميس والأخوين فاروق وفهد عبد الرحمن وعبد القادر حسن ويحي عبد الكريم وحمادي، المشرف على المنتخب حالياً، ثم عدنان الطلياني وزهير بخيت وعبد الرحمن محمد وعلي ثاني والأخوين مير وخالد إسماعيل، وهؤلاء ومعهم مبارك وخليل غانم أوصلوا المنتخب إلى مونديال 90، ومن بعدهم أجيال متتابعة حققت المركز الثاني في بطولة آسيا 1997، وهكذا.

حتى الحصول على اللقب الخليجي الأول في أبو ظبي 2007، وفى تقديري أن الفريق الحالي نتاج سياسة ناجحة من مجلس إدارة الاتحاد السابق برئاسة محمد الرميثي، استكملها بدعم كامل، المجلس الحالي برئاسة يوسف السركال، تعتمد على التثبيت والصبر على نفس اللاعبين من مرحلة الشباب، مع نفس المدرب الوطني المتزن الهادئ مهدي، وجاءت النتائج مبشرة فى مونديال الشباب بمصر 2009، ثم كأس آسيا للشباب، والتأهل إلى أولمبياد لندن، حتى الظفر بكأس الخليج بالبحرين.

واسمحوا لي بتخصيص إشادة للاعب عمر عبد الرحمن، مفاجأة المنتخب، واستحق عن جدارة لقب الأفضل، متفوقاً على منافسيه، بما يمتلك من موهبة وقدرات فردية بارعة، وأتصور أن وجوده في الملعب ساعد زملاءه في الانتشار والتحول الهجومي، فهو لاعب من طراز مختلف، وإذا حافظ على نفسه وطور من موهبته، سيكتب اسمه بحروف ناصعة في تاريخ كرة الإمارات عن حق، إلى جوار عدنان الطلياني وفهد خميس وزهير بخيت.

Email