من بعيد

ملاحظات عين الدنيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرحة العراقيين باقتراب بطولة كأس الخليج من شواطئهم تبدو واضحة في مشاعرهم وتصريحاتهم، ولا عجب فى ذلك، فهم محرومون من استضافة البطولات الرياضية الكبيرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهم اختاروا لها مدينة البصرة، المرفأ الوحيد لبلادهم واعتزازهم بها كبير، ويطلقون عليها مدينة الفيحاء وعين الدنيا أسوة بالعاصمة المصرية القاهرة، المسماة أم الدنيا، وهم أيضاً ينادونها بثغر العراق الباسم، والبصرة ظهرت على الأرض في القرن الرابع عشر الهجري، وتاريخها عريق، وهى مصدر السعادة والرزق الوفير للعراقيين، بحكم وجود البترول في باطنها، وميناء التصدير الوحيد.

ولكن يبدو أن قرار المؤتمر العام لبطولة الخليج بإسناد خليجي 22 إلى العراق لم يكن نهائياً، بل ترك الباب موارباً أو مفتوحاً، حتى يتمكن الأشقاء من تلبية الشروط المطلوبة، وهم يسمونها ملاحظات، وبعيداً عن الشكليات، فإن ما أثرناه قبل أيام حول علامات القلق لدى بعض الدول الخليجية، له ما يبرره، ففي الوقت الذي يكرر ناجح محمود مسؤول الملف العراقي، أن القرار قد حسم دون رجعة، والبطولة في العراق دون تردد، يخرج رئيس الاتحاد العماني ملوحاً بأن المؤتمر حدد شروطاً وملاحظات يجب الالتزام بها، وسيعاد دراسة الأمر في دولة موريشيوس، على هامش الكونغرس الخاص بالاتحاد الدولي، وهي تصريحات لا تحمل سوى معنى واحد.

ويقيناً أن الدول الخليجية متحمسة لإقامة البطولة في البصرة، وعودة جمهورية العراق إلى منظومتها بشكل فاعل، ولكن الهاجس الأمني يثير بعض الجدال، خاصة أن البطولة موعدها يحل بعد عامين، وكانت الاتحادات الخليجية قد تحفظت على طلب العراق استضافة خليجي 21، لقصور في المنشآت والملاعب والتجهيزات الرياضية، ولكن هذه المرة الأمر يختلف، فالملف يحمل تصوراً لتشييد مدينة رياضية متكاملة، محاطة بأسوار وبوابات مؤمنة، وبها ملعب سعة 60 ألف متفرج، و4 ملاعب تدريب، وثمان بنايات سكنية فاخرة لإقامة الفرق والرياضيين والإعلاميين، وأجنحة فندقية لكبار الضيوف، إضافة إلى استاد نادي الميناء، ومن ميزات البصرة وجود مطار دولي يستقبل رحلات جوية منتظمة من تركيا والأردن، وبدأ العمل بالفعل بعد أن رصدت الحكومة موازنة تتناسب مع أهمية الحدث.

الملاحظات تتركز على الجانب الأمني ومدى توفر عوامل الأمن والأمان، في ظل الأوضاع السياسية والطائفية التي نعلمها في القطر الشقيق، والسؤال الأهم المطروح، هو كيف يحضر الجمهور المباريات في المدينة المغلقة؟ وكيف تتوفر سهولة الحركة للزوار في الدخول والخروج من تلك المدينة؟ وفى ظني أن لجنة التفتيش التي ستزور الفيحاء، تحمل معها الكثير من التساؤلات، ولن يكون الأمر صعباً على العراقيين المتأهبين لافتتاح ستاد البصرة الدولي خلال شهر مارس المقبل، وسيكون احتفالاً كبيراً، يعيد أبناء الرافدين إلى الاندماج مع جيرانهم من بوابة الرياضة، وتحديداً كرة القدم.

على الهامش

لم يبق سوى ساعات وتختتم البطولة الجميلة، ويودع الجميع البحرين، ونحن في القاهرة ننتظر بترقب عودة النشاط الرياضي دون تأكيد بسبب فوضى الشارع والنظام.

Email