وجهة نظر

مواهب تدريبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

*منذ أن عرفنا دورة كأس الخليج العربي ونعلم أنها هي التي تقدم لنا المواهب وتعرفنا بهم ليبدوا بعدها رحلة النجومية ولكن مع التطور الكبير الذي طرأ على البطولة في الدورات الأخيرة بدأنا نلاحظ شحاً في هذه المواهب، وإن برز لنا نجم أو اثنان فإنهم من الصعب والنادر جدا أن يحافظوا على موهبتهم تاركين لنا المجال للتفكير عن سر تراجع مستوياتهم بعد النجومية القصيرة

*الدورة الحالية أتت لتكمل حقيقة شح المواهب ولم تقدم لنا سوى موهبة أو اثنين هما عمر عبد الرحمن والعراقي همام فرج ولكن ما قدمته لنا كأس الخليج هذه المرة هو أمر مهم متمثلا في نجومية المدربين الخليجيين حيث التألق والنجومية التي خطفها حتى الآن مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني وحكيم شاكر مدرب العراق في حين فشل العالمي فرانك ريكارد فشلا ذريعا في هذه البطولة التي عودتنا على تقديم الضحايا في كل دوراتها فكان الهولندي أول المقالين بعد أن قضى 15 شهرا مع الصقور جرب خلال هذه المدة القصيرة 126 لاعبا ولم يفلح في الإستقرار على مجموعة معينه من اللاعبين فكان الأخضر أكثر المتضررين وخرج من البطولة بسيناريو لم يكن متوقعا أبداً.

*على النقيض يأتي المدرب الخليجي ليقود فريقه الى الدور التالي وفي جيبه تسع نقاط من ثلاثة انتصارات مؤكدا علو كعبه ثابتا بغض النظر عن أي شئ فإنه آن الأوان للاعتماد كاملا على المدرب الوطني فنحن لم نعد كما كنا في الماضي نقول هو الأقرب لنفسية اللاعب بل نحن في زمن نستطيع القول إن المدرب الوطني قادر على مقارعة المدربين الأجانب فهو الآن يملك الشهادات التي لا تقل عن شهادة الأجنبي وإذا قال قائل إن المدرب الوطني تنقصه الخبرة فنقول له وكم من مدرب أجنبي أتى للمنطقة قليل الخبرة وتعلم هنا بعد أن (خبص الدنيا) وذهب حاملا ملايين الدولارات التي استنزفها من خزائن الفرق الخليجية.

*خير برهان ما يقدمه المدرب الخليجي في هذه البطولة بغض النظر عما ستؤول إليه نتائج النصف النهائي فالأهم هو ما قدمه وأثبته في هذه البطولة من فكر ورؤية وتكتيك عال من خلال القراءة الصحيحة للمباريات والتحكم في مجرياتها، عكس المدربين العالميين أمثال ريكارد واتوري ولوجين الذين لم يقدموا ما يشفع لهم وخيبوا آمال جماهير منتخباتهم.

*عموماً خليجي 21 كان للمدربين الخليجيين وموهبتهم هذا ابرز ما قدمته البطولة، كل التوفيق للمدرب الوطني فيما تبقى وكم سيكون جميلا أن يحمل هذه الكأس مدرب وطني أتمنى ذلك من كل قلبي حتى تكتب دورات الخليج انطلاقة جديدة للمدرب الوطني ونبدأ عصرا جديدا في هذا المجال ونرتقي به لنصل به للعالمية مثلما تطور اللاعب والمنتخب من قبل.

Email