خبطة إعلامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

خبطة إعلامية ناجحة بكل المقاييس عشنا معها خلال سهرة الخميس الماضي على شاشة ابوظبي الرياضية مع الشيخ أحمد الفهد الذي وافق بكل شجاعة ورحابة صدر على الظهور مع الضيوف الدائمين فى برنامج يعقوب السعدي، لمدة ثلاث ساعات مشوقة وممتعة وكاملة الدسم من الناحية الخبرية، وفي ملتقى رياضي ضخم مثل بطولة كأس الخليج ووسط تجمع عدد ضخم من ممثلي الصحف والقنوات الفضائية من كل شكل ولون يصبح الانفراد والتميز شديد الصعوبة إن لم يكن بعيد المنال.

وحققت القناة الاماراتية الناجحة اكثر من خبطة في تلك السهرة، فقد خطفت المشاهدين في الليلة التي غابت فيها المباريات وحققت في ظني أعلى معدلات المشاهدة من ناحية، ووضعت شخصية رياضية رفيعة مرموقة فى مواجهة مجموعة من الصحافيين الشطار والمحللين الاخيار من ناحية اخرى، ولم يجد السعدي عناء في اقناع الشيخ احمد الفهد بخوض هذا التحدي، واستفاد من وجوده اقصى استفادة عندما ترك له الميدان ليصول ويجول دون مقاطعة لمدة ساعة على الاقل، تاركاً ضيوفه من الفريق التاسع يحاورون أبوفهد دون رسميات بل ويكاشفونه فى قضايا مثيرة تخص الشأن الرياضي الداخلي في الكويت، ليكشف اسرار ماحدث في مجلس الامة وتداعيات قرار الاتحاد الدولي بإيقاف النشاط الكروي بداعي التدخل الحكومي.

والانفراد الاعلامي له مقاييس يدركها ابناء المهنة، وفي تصوري ان السهرة قدمت الكثير من الخفايا التي كانت غائبة عن الساحة الرياضية الخليجية واجبرت المشاهد على متابعتها حتى النهاية واكاد اجزم ان شركاء الضيف الكبير على نفس الطاولة بدت عليهم الدهشة لبساطته وشجاعته في الرد على كافة التساؤلات خاصة فيما يخص موقف الكويت من الطلب العراقي باستضافة البطولة القادمة، وجاءت كلماته تؤكد تأييد الكويت لكن في المقابل وجود مخاوف ومحاذير خاصة امنية لدى اتحادات خليجية لم يشأ تسميتها، وبمبادرة شخصية منه وعد بالمشاركة في افتتاح المدينة الرياضية في البصرة خلال مارس القادم، ولن اكرر ما قاله الشيخ احمد فقد اصبح حديث البطولة، لكن هذا الرجل تحول الى محور الاهتمام بعد ان خلت الديوانيات في المنامة ولم تعد جاذبة كما كان في السابق، بفضل مهارته في صناعة العناوين الساخنة واطلاق التصريحات المثيرة التي حولت الهدوء الى صخب ودوشة منذ وطأت اقدامه البحرين في كلامه عن اسرار استبعاد محمد بن همام وقضايا اخرى، ولن اكون مبالغا ان سهرة ابوظبي الرياضية انعشت البطولة وزادت من حيوية الاحاديث الجانبية وألقت بظلالها على الاعلام الباحث عن الجديد دائما.

التواجد التليفزيوني في بطولة الخليج لا يسعد الصحافيين بكل تأكيد، فالمنافسة تبدو غير متكافئة خاصة ان المشاهدة على جهاز التليفزيون اصبحت اكثر يسرا وسهولة من تقليب صفحات الصحف الورقية والملاحق التي لا تقل عن 16 صفحة، وهنا تبدو الاشكالية التي تواجه الصحافة المكتوبة التي تقترب من مصير مجهول مع تعدد مصادر المعلومات بفضل اجهزة الكترونية متطورة من يوم الى يوم، ورغم صعوبة التحدي الا ان للصحافة مذاقاً مختلفاً والبقاء لمن يملك القدرة على التغيير ومجاراة التطور الهائل وتقديم خدمات جديدة تلبي حاجة القارئ، وفي المجال الرياضي تبقى للصحافة رونقها في اعمدة الرأي وتوجيه الحملات الصحافية والتقارير الموثقة والتحليلات المشوقة، وعلينا الاعتراف ان السباق الاعلامي في خليجي 21 اصبح اللاعب الاول ويستحوذ على الاهتمام وولع الرأي العام سواء بالكلمة المكتوبة أو بالصوت والصورة.

على الهامش

الإعلام الاماراتي مستمر في التفوق والسبق والانفراد بفضل الاستعداد الجيد والاداء الجماعي والامكانيات المادية العالية وكلها عوامل توفرت بفضل قناعة الدولة بأهمية تعظيم ادوار الاعلام الرياضي على وجه الخصوص، فقد ثبت يقيناً ان الصحافة الرياضية ومعها القنوات التليفزيونية في دولة الامارات ساهمت في تقديم الوجه الحضاري لهذا البلد من خلال التغطيات المتميزة دون تعصب أو ابتذال.

Email