من بعيد

هيا بنا إلى البصرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

*سوف يذكر التاريخ ذات يوم أن خليجي 21 في البحرين، شهدت عودة البطولة الى العراق، وتحديداً الى مدينة البصرة، وإن القرار الذي سيصدر خلال أيام سيكون تاريخياً في تصوري، يعيد الكرة العراقية الى وطنها، بعد طول اغتراب وسفر ورحلات، منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي،.

والقرار إذا صدر يعتبر اعترافا رسميا من الأسرة الخليجية، بحق الأشقاء أبناء الرافدين في أن يمارسوا حقهم الطبيعي في تنظيم البطولات الرياضية في ارض التاريخ العبق، وللحق فقد دفعت الكرة العراقية ثمناً فادحاً بسبب الأخطاء السياسية خلال العقود الماضية، وتحملت الأهوال من اجل إثبات الحق في العودة الى الوطن، ورغم الضغوط والتحامل والظلم حققت إنجازين كبيرين بالتأهل الى مونديال المكسيك 1968 والظفر بلقب بطل آسيا عام 2007.

*أعلم تماماً أن قرار إسناد بطولة خليجي 22 الى العراق، يواجه بعض التحفظات داخل الأسرة الخليجية، لأسباب كانت وراء رفض الطلب العراقي لاستضافة البطولة الحالية واسنادها الى مملكة البحرين، وهو ما كان محبطاً للأشقاء في بغداد خاصة أن اليمن حظيت باستضافة البطولة قبل عامين، وسجلت نجاحاً وقبولاً كبيرين.

وكان لها الفضل في بناء منشآت وملاعب تستفيد منها الرياضة اليمنية الآن، وفي ظني أن الظروف السياسية أصبحت مشجعة لكي يحل نجوم كرة القدم الخليجية ضيوفاً على أهلهم في البصرة، بعد 37 سنة على البطولة الوحيدة التي أقيمت في بغداد عام 1967.

والتي حفلت بتفاعل جماهيري هو الأعلى في تاريخ البطولة منذ انطلقت عام 1970، وحان الوقت لكي يحتفل العرب بعودة التوهج والزهو الى أحبائنا الذين تحملوا الكثير من تعنت الاتحاد الدولي وإصراره على عدم اقامة أي مباريات رسمية أوغير رسمية على أرضهم، صحيح أن المسابقات المحلية قائمة، لكن يبقى السؤال حول المنتخب العراقي الممنوع من اللعب بملعبه؟.

*التصور الذي قدمه الأخ ناجح محمود رئيس الاتحاد العراقي حول استعدادات بلاده لاستضافة بطولة كأس الخليج 2015، يكشف عن رغبة محمومة للتأكيد على توافر ما يقلق الجميع وهو الأمن والأمان، واللافت أن العراق يسابق الزمن للإنتهاء من مدينة البصرة الرياضية والمحاطة بأسوار آمنة 18 بوابة تحظى بأحدث وسائل التأمين.

وبداخلها الملعب الدولي وسعته 65 ألف متفرج وستاد الفيحاء القديم الجديد وملعب الفيحاء، اضافة الى أربعة ملاعب فرعية، وثمان بنايات فندقية لإقامة الفرق المشاركة، وأجنحة خاصة لكبار الزوار، ويبقى تساؤل حول كيفية دخول الجماهير من أسوار هذه المدينة ومدى حرية الإعلاميين في التحرك والتواصل مع مجتمع مدينة البصرة العتيقة، وأتصور أن اللجنة المنظمة تملك إجابات على كل هذه الأمور المهمة لإنجاح الحدث المرتقب.

*منتخب العراق يلعب خارج حدوده منذ سنوات طويلة، ولا يشكو وأتذكر عام 1985 المواجهة التي جمعته مع الفريق السوري ضمن تصفيات كأس العالم ذهاباً وإياباً ولعب في دمشق وسط حراسة أمنية لم أشاهدها في مشواري كصحافي، ثم شاهدت لقاء الإياب في ستاد الطائف بالسعودية وجلست مع النجوم عدنان درجال واحمد راضي وعلي حسين وحسين سعيد وشعرت بالحزن والمرارة مما يعايشونه في وطنهم من ضغوط لا يمكن مقاومتها، أتمنى أن يوافق مؤتمر خليجي 21 على الحلم العراقي الذي طال انتظاره.

Email