من بعيد

قضايا خليجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

*اتابع منافسات خليجي 21 من القاهرة عبر الفضائيات مستمتعا بطرح القضايا الرياضية الخلافية ومشاهدة المباريات وتحليل تفاصيلها الفنية ، وهى متعة افتقدناها منذ توقف النشاط الرياضي قسرا فى اعقاب الحادث الدامي الكارثي الذي وقع فى ستاد بورسعيد يوم الاول من فبراير من العام الماضي ، فالرياضة عندنا تحولت الى رياضة على الهواء بلا مذاق وتدور حول الامنيات والتمنيات والمشاكل المستعرة داخل الاندية بعد انقطاع الموارد من التسويق وحقوق البث الفضائي .

وبسبب الظلام الدامس في الملاعب المصرية تحول المنتخب الى حياة الاغتراب برحلاته المتكررة ومعسكراته الخارجية حتى اننا نطلق عليه الفريق {المهاجر}، لعدم رغبة الدولة فى عودة الحياة الرياضية ، ولم تستجب الا خوفا من عقوبات دولية عندما سمحت بحضور الجماهير لمباراة الاهلي مع الترجي التونسي وكانت مرة ولم تتكرر.

كنت اتصور ان بلاتر سيشير للحالة البائسة التى تعيشها الكرة المصرية وانتظرت خلال احاديثه للحشود الاعلامية المحيطة به فى البحرين ودبي ويعلن رفضه تجميد المسابقات دون مبرر مقنع لكنه تجاهل الحالة رغم ان الاتحاد الدولي فى تصوري الشخصي قادر على اجبار الدولة اذا لوح بعقوبات تجميد ومقاطعة للرياضة المصرية اذا استمر هذا الوضع المؤسف ، وبلاتر كان اول من ادان حادث ستاد بورسعيد ويدرك حجم الفاجعة لكن يبدو انه نسي او تناسى ، اقولها بكل اسى.

على الهامش

*لم اصدق ان الاتحاد السعودي لكرة القدم يعتزم التصويت لصالح المرشح الصيني جواهو زيانج فى انتخابات رئاسة الاتحاد الاسيوي بعد اسابيع وتجاهل عن عمد المرشحين الاماراتي يوسف السركال والبحريني الشيخ سلمان آل خليفة ، ولا اتصور ان رئيس الاتحاد السعودي احمد عيد الذي دخل التاريخ بوصفه اول رئيس منتخب للاتحاد يقرر ذلك بدعوى البحث عن مصالح الكرة السعودية فى الصين.

اذا صدق هذا التوجه قل على العروبة السلام.

*ظهرت تسريبات اكدت ان اقصاء وزير الداخلية فى مصر قبل ايام يعود الى ستة اسباب ما يهمنا منها سبب رياضي خطير هو تقديمه بشجاعة تحسب لصالحه موافقة كتابية الى اتحاد كرة القدم على عودة الدوري المتوقف منذ عام كامل ، وموافقته على تحمل الامن مسؤولية المباريات وحماية المشاركين فيها سواء اللاعبين او المدربين او الحكام ، وهو ماقوبل بالترحيب والارتياح فى الشارع الرياضي المصري للتخلص من حالة الجمود واقتراب الاندية واللاعبين من درجة الافلاس والغاء الانشطة الرياضية.

التسريبات ظهرت عقب تعيين وزير جديد بديل للداخلية وهو ما يشير بوضوح الى عدم رضاء الدولة عن عودة كرة القدم فى محاولة لاجتذاب تأييد طائفة المشجعين الالتراس الذين تحولوا الى طرف مهم فى المنظومة الرياضية وتأثيرهم السياسي واضح للجميع ، يحدث ذلك فى مصر بينما جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي يغض البصر ويغلق عقله امام ما تتعرض له الكرة المصرية من تنكيل وتدمير بفعل فاعل ، ولم يتعرض فى تصريحاته السخية التى ادلى بها فى المنامة خلال افتتاح خليجي 21 او فى دبي عندما شهد حفل تكريم الفائزين فى جائزة محمد بن راشد للابداع الرياضي الى مايحدث عندنا .

والمحزن ان بلاتر دافع عن حق الانسان فى ممارسة الرياضة وخص بالذكر اشادته باستمرار المباريات والمسابقات فى مناطق حافلة بالتوترات السياسية والعرقية مثل العراق وافغانستان واليمن وتونس ،وهي دول تعيش ويلات صراعات دامية دون ان يؤثر ذلك على حق الشباب فى ممارسة الرياضة واقامة المباريات والبطولات ، ونسى الرجل ما يحدث فى مصر الدولة الرائدة عربيا وافريقيا فى ميدان الرياضة وما تتعرض له كرة القدم من تخريب متعمد.

Email