من بعيد

« البيان » ودورات الخليج 2

ت + ت - الحجم الطبيعي

ومع عقد التسعينات من القرن الماضي قفزت التغطية الإعلامية لدورات الخليج للأمام وكانت البداية في الدوحة التي استضافت النسخة الحادية عشرة وشهدت حصول فريقها العنابي على اللقب لأول مرة، وبقرار جريء من محمد الجوكر تولى الزميل صلاح عطا تمثيل «البيان» وحده وبذل جهداً كبيراً بالتوازي مع جهد «المطبخ» الصحافي في مقر الجريدة، وفي 1994 عادت البطولة الى ابوظبي وشهدت مداولات وخلافات صحافية ساخنة للغاية بسبب ظهور ملحق جريدة الرياضية السعودية والذي وجه انتقادات غير مبررة الى صحافة الامارات في عقر دارها وكان سبباً لتعكير أجواء البطولة.

وكالعادة تصدر المنافسة ملحقا البيان والاتحاد، مع تواجد ملحوظ للخليج، وسيطرت العناوين المشتعلة على أروقة فندق ميريديان، وأتذكر «مانشيت» في «البيان» منسوباً إلى مدرب الكويت ماشالله بأنه خسر من الامارات بسبب مروحية حلقت فوق ستاد مدينة زايد لتصوير المباراة، وكان حديث الدورة ويومها اقسم المدرب على مقاطعتنا، وفي هذه البطولة تألق الملحق الأصفر الذي كان يميز صحيفة «البيان» بفضل أسلوب العمل الجماعي بمشاركة محمد الجوكر وتاج أبوسوار وعلاء إسماعيل ومؤنس برهان وجمعة نصار في موقع الحدث ولم يكتمل النجاح إلا بتعاون «المطبخ» من رفعت بحيري والأخوين عطا، وفي مسقط عام 1996 لجأ الجوكر إلى فكرة الإقامة بعيداً عن فندق الإعلاميين وتحويل الوفد إلى غرفة عمليات مصغرة بتواجده في الملعب يومياً وبقائي في مقر الإقامة بصحبة الفاكس والهاتف والقلم والورق، وبتعاون من مصورنا الخلوق وليد قدورة، قدمت «البيان» واحداً من الملاحق الجيدة والمفارقة أنني لم اذهب الى ستاد الشرطة طوال المنافسات وشاهدتها عبر التلفاز.

وفى الدورة الرابعة عشرة بالمنامة تكررت الفكرة مع وجود الزميل إبراهيم الديب الذي تولى رصد الأخبار والتصريحات واملاءها لي بالهاتف في الفندق، واذكر انفراد «البيان» بحوار عصبي مع مدرب الامارات البرتغالي كيروش، اجريته في ظروف صعبة للغاية، وكان خبطة صحافية، وكانت تلك البطولة هي الأخيرة بالنسبة لي قبل عودتي إلى مصر، وتوالت دورات الخليج مع حلول القرن الجديد بداية من الخامسة عشرة بالكويت وتلتها بطولة الرياض ثم مسقط وبعدها أبوظبي عام 2007 والتي شهدت فوز الأبيض باللقب لأول مرة، وتولى العمل جيل جديد من الزملاء الأعزاء من بينهم، علي شدهان والعوضي النمر وعمر جمعة وألتمس العذر ممن نسيتهم وأصحاب الخبرة رؤساء القسم ابتداء من محمد الجوكر ثم تاج ابوسوار ومحمد جاسم إلى رفعت بحيري، والذي حصل «القسم الرياضي» معه على أكثر من تقدير وتكريم.

المؤكد أن النجاح الكبير الذي تحققه بطولة الخليج يعود بشكل كبير إلى الدور الصحافي المساند لها، خاصة منذ مطلع الثمانينات، ورغم حداثة صدور «البيان» استطاعت أن تفرض قيمتها الصحافية على الأوساط الرياضية، وساهمت مع جريدة الاتحاد في تقديم دولة الامارات إلى ابناء المنطقة بصورة مهنية محترمة دون ابتذال أو مغالاة، وتختلف التغطية الإعلامية لبطولات الخليج الآن بتضخم أدوار القنوات الفضائية وسخاء الامكانيات في تنوع بث الحدث، وفي ظني أن «البيان» شريك في نجاح واستمرار بطولات الخليج، كما أن البطولة كان لها فضل تعريف دول الخليج بجريدتنا الجميلة، وهذا هو الخيار الصعب في العمل الإعلامي.

Email