من بعيد

« البيان » في دورة الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

 إذا كان هناك مكسب واحد فقط حققته بطولات كأس الخليج لكرة القدم، فهو من وجهة نظري حالة التوحد التي تجمع أبناء دول المنطقة طوال فترة البطولة واعتيادهم التواعد كل عامين في عاصمة لعدة أيام في حب وتواصل، وهذا بالضبط الهدف من اقامة هذه المنافسات وسر استمرارها.

*وجريدة البيان شاركت بجهد كبير في إرساء أسس ما يسمى بالملاحق الصحافية لهذا الحدث الرياضي، وكانت البداية في الدورة السادسة عام 1982 أي عقب عامين من صدور الجريدة، حيث ظهر ولأول مرة تنافس صحافي بين البيان والاتحاد وصدر عن كل منهما ملحق من الحجم الصغير من 16 صفحة يومياً.

وفى ظني أنها كانت منعطفا لا يجوز إغفاله في مسيرة الصحافة الرياضية في الإمارات وانتقلت عدواها الى الصحف الخليجية الأخرى بأشكال متباينة في السنوات التالية، وفى هذه البطولة تحولت المنافسة الى مباريات في المساء، وصراع صحافي في أروقة البطولة صباحاً، وحشدت البيان معظم شبابها لهذه المهمةوالمفارقة أن محسن صالح المدرب المصري كان في ذلك الوقت مراسلاً للجريدة في مدينة العين وتولى الجانب الفني في التعليق المكتوب على المباريات وكنت واحداً من أعضاء هذه الكتيبة.

*وفى البطولة السابعة بالعاصمة العمانية أصدرت البيان ملحقا من 8 صفحات بالحجم الكبير وأذكر أن مجلة الصقر القطرية كان لها موقف ضد الاتحاد القطري ، فأصدرت ملحقا من الدوحة دون إيفاد محررين الى أرض الحدث واعتمدت على الهاتف الأرضي في مطاردة المصادر لملء الصفحات وكانت من القياس الضخم جداً ويصعب على القاري ء امساكها بيده، وأتذكر حجم المعاناة والجهد ليس في الكتابة بل في إملاء المادة الصحافية الى الجريدة بواسطة الهاتف يومياً وبصوت واضح الحروف وبنطق سليم لضمان النشر الصحيح.

*ومع البطولة الثامنة بالبحرين حدث تطور بظهور جهاز الفاكس مما سهل كثيرا من مهمة الصحافيين واستمر تفوق صحافة الإمارات في إصدار الملاحق الرياضية الدسمة في منافسة رائعة مع الاتحاد والخليج وأيضاً الأنباء والقبس الكويتيتين، وتحولت الصحافة الى المشاركة في إشعال أجواء البطولات وتحويل جلسات الصالونات الى حوارات من نوع فريد بدءاً من البطولة التاسعة في الرياض .

وتحولت التغطية الى التراجع النسبي لضخامة المساحات وإحجام اللاعبين بتعليمات إدارية عن الإدلاء بتصريحات، ولذلك ظهر ما يسمى بصفحات التحليل الفني بشكل مبالغ فيه لتلبية المطابع الجائعة.

*وفى الكويت حيث البطولة العاشرة عام 1990عاشت الملاحق الرياضية احلى الأوقات بسبب الإثارة التي حفلت بها الدورة، بداية من اعتذار المنتخب السعودي ونهاية بانسحاب الفريق العراقي وما تخللها من سخونة وغموض وقيود في نشر أسرار هذين الحدثين، وغدا نكمل مسيرة البيان مع دورات الخليج.

Email