من بعيد

تحية للأهلي المصري ..الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم كل الاحداث المريرة التى تعيشها مصر منذ اسابيع ولا يبدو فى الافق حدود لها ، نجح فريق النادي الاهلي فى تسجيل انجاز عالمي بكل المقاييس بعد وصوله الى المربع الذهبي لبطولة العالم للاندية ابطال القارات فى اليابان ، فى مشهد يعيد الثقة الى النفوس الحائرة يؤكد اهمية الدور الذي تلعبه الحركة الرياضية فى الارتقاء بالامم والمجتمعات ، الدور الذي تعمد الدولة بكافة مستوياتها لتجاهله واتخاذ موقف يبدو عدائيا منه باعتباره نشاطا ترفيهيا يثير الفتنة والانقسام .

خرج الاهلي خاسرا مباراته مع فريق كورينثاينز بطل اميركا الجنوبية مصحوبا بتقدير وثناء الجمهور الياباني مرفوع الرأس لما قدمه من مستوى نراه مفاجأة بالنظر الى الاوضاع البائسة التى تعيشها الرياضة المصرية والامواج السياسية التى تتقاذفها بعنف بغية القضاء عليها كصناعة لا تقل اهمية عن السياحة والثقافة والفن ، ولم يصدق اليابانيون ان الفريق الذي احرج بطل كوبا اميركا قادم من بلد تعطلت فيه المباريات من كل نوع وتجمدت الانشطة الرياضية لمدة تقترب من العام .

ويلعب مبارياته الرسمية فى ملاعب نائية بدون حضور جماهيري ، اما مبارياته الودية فيلعبها فى اغلب الحالات سرا ، ويجري تدريباته اليومية وسط وابل من المحاذير والقلق من اعتراضات من يسمون انفسهم التراس ، ويضطر لنقلها من ملعب الى ملعب لتجنب التظاهرات والمليونيات التى باتت طابعا سلبيا فى الحياة اليومية المصرية.

ومن حق اللاعبين الاشادة بما تمتعوا من عزيمة وارادة فى الملعب رغم انزعاجهم الشديد مما يحدث فى وطنهم ، واتصالاتهم المستمرة مع ذويهم للاطمئنان عليهم ، وهي عوامل قد تؤثر على التركيز الفني المطلوب ولكنهم تركوا مشاعر القلق جانبآ من اجل رفع شعار الاهلي وبشكل غير مباشر التأكيد على الدور الوطني الذي يمكن ان تلعبه الرياضة فى تاريخ الشعوب الواعية لهذا الدور , وفى ظني ان الاهلي وجه رسالة لمن يهمه الامرحول خطورة استمرار تجميد النشاط الرياضي وافلاس الاندية وايقاف الموارد المالية التى يقدرها خبراء التسويق بقيمة مليار و200 مليون جنيه سنويا تدور فى فلك الرياضة بعد دخول عصر الاحتراف .

الرسالة الاهلاوية اخطر من كونها نتيجة مباراة او الحصول على مركز بل اشارة الى الكارثة الرياضية التى تعيشها مصر ، هل وصلت الرسالة ؟

Email