من بعيد

رابطة الصحافيين والمصالحة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحتكام الى العقل والحكمة كان وراء قرار رابطة الصحافيين الرياضيين المصريين بقبول مبادرة دولة الامارات من خلال جمعية الصحافة الرياضية للتصالح مع الاتحاد العربي للصحافة الرياضية والعودة الى المظلة الاوسع التى تجمعنا جميعا بعد مقاطعة وقطيعة مؤلمة استمرت لمدة 7سنوات وكان واردا استمرارها لعقد من الزمان فى ظل سوء الفهم والمواقف الملتبسة التى تسبب فيها الاطراف من الجانبين.

المبادرة الاماراتية صدرت فى توقيت مناسب بعد التغيرات التي طالت المناخ الاعلامي المصري والانفتاح على الاشقاء وفتح النوافذ على كل ما يعزز قيمة الرسالة الصحافية محليا وعربيا، وكنت شاهدا على مولد المبادرة التى طرحها رئيس الجمعية عبد الله ابراهيم على رئيس الاتحاد العربي جميل عبد القادر خلال تواجدنا فى «رام الله» عاصمة الدولة الفلسطينية قبل عدة اشهر فى احتفال اعلامي ضخم غابت عنه مصر على المستوى الرسمي بسبب المقاطعة الحمقاء، وقوبلت بموافقة وترحيب من القلب، وبشجاعة يجب ان نشيد بها وافق المكتب التنفيذي للرابطة المصرية الجديدة والتى يرأسها اخونا رضوان الزياتي دون تردد، ووجه الدعوة لكل الاطراف لحضور المصالحة فى القاهرة.

وفى ظني ان الاتحاد العربي خسر كثيرا لغياب مصر طوال سنوات الغضب، وسمعت عبد القادر يؤكد بصدق ان تاريخ وريادة الصحافة الرياضية المصرية لا ينكره احد، وان الخلاف فى قضايا انتخابات ما كان له ان يتطور الى حد الانفصال، وقال لي بالحرف: نحتاج العودة الى احضان مصر ونرحب دون تحفظ بما لا يخل باللوائح المعمول بها، اما الزياتي فلن انسى ان برنامجه الانتخابي اعتمد على اصلاح الشرخ المؤسف فى جدار العلاقات مع الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، ولكن دون تنازلات تخل بمكانة الصحافة المصرية العريقة ، ولم يتردد الطرفان المتخاصمان فى تلبية المبادرة الاماراتية النبيلة والتي تحظى بدعم من المؤسسات الرسمية فى دولة الامارات.

ويجب الاعتراف ان الصحافة الرياضية فى مصر ابتعدت بقرار مثير للجدل بعد انتخابات الاتحاد عام 2005 والتى جرت فى الاردن وغاب عنها زميلنا عصام عبد المنعم الرئيس السابق لأسباب غير مبررة متنازلا عن موقع الرئاسة، ثم اعلن الخصام ثم المقاطعة وفشل فى تشكيل اتحاد عربي منافس لينتهي الامر بعزلة وغياب دون اي محاولة لتجاوز الخلاف والسقوط فى بئر المقاطعة.

عودة مصر الى الاتحاد العربي او رجوع الاتحاد الى مصر، لا يهم ترتيب الالفاظ بل المهم التصالح وعودة الشمل لابناء المهنة وشكرا لاصحاب المبادرة ضيوف القاهرة.

Email