من بعيد

المحكمة عندنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتهب الشارع الإسلامي والعربي غضباً ممن أساؤوا الى الدين الاسلامي ورسولنا الكريم العظيم وتتحول ردود الافعال الى موجات عاصفة تجرف امامها كل من يحاول ضبط مسارها، وينتقل البركان الغاضب من بلد الى بلد بتصعيد يتجاوز إطار الاحتجاج ويدخل الى ميدان التحطيم وتخريب المنشآت والاعتداء على رجال الامن دون مبرر، ما يعكس علامات الاستفهام والشكوك حول تحول العاصفة والبركان من مجرد الاحتجاج على فيلم قذر مسيء الى هدف آخر هو العودة بنا الى ايام الفوضى في التحرير التي انكوى بها الجميع وطالت كل شارع وكل قرية ومنزل وعائلة ، وتبدو الاوضاع خارج السيطرة بينما العالم ينظر الينا ويتابع بقلق الروح العدائية المتنامية لدى فصائل من الاسلاميين ولا ندري: لم التجاوز مادامت الرسالة قد وصلت الى اعداء الاسلام؟

*** ورغم الارتباك الواضح على الرياضة المصرية منذ عدة أشهر، حصلت على واحد من أهم المكاسب الدعائية بما يضعها في مكانة مميزة على مستوى قارة أفريقيا، يتمثل في احتضان القاهرة للمركز الإقليمي في التحكيم الرياضي الدولي أي باختصار مقر المحكمة الرياضية الدولية بما يخص المشاكل الخلافية الرياضية داخل القارة الأفريقية، القرار صدر قبل أيام خلال اجتماع الجمعية العمومية للمحكمة الرياضية الدولية التي تقع في مدينة لوزان السويسرية وتسمى "كاس".

ولم يكن الاختيار مفاجأة بل سبقه تمهيد حدث عام 2010 عندما وافق المجلس الاعلى للرياضة في افريقيا والذي يضم وزراء الرياضة على ترشيح القاهرة لاحتضان مقر المحكمة في مواجهة منافسة جادة من المغرب ونيجيريا، وعندما اندلعت ثورة 25 يناير ومع الاضطراب الشديد الذي اصاب جميع القطاعات ومن بينها الرياضة ، تردد ان المحكمة ستنتقل الى دولة أفريقية أكثر هدوءاً، حتى صدر القرار قبل عدة ايام ليؤكد اهمية مصر الرياضية والدور المركزي الذي تلعبه وقدرتها على تذليل كافة العقبات القانونية لكي تمارس هذه المحكمة دورها في حل المشاكل والخلافات الرياضية في افريقيا.

معلوماتنا ان الدولة اختارت منطقة 6 اكتوبر موقعاً للمحكمة ويبقى اصدار القانون الذي يسهل ممارسة قضاة ومحامين من مختلف الجنسيات عملهم امام المحكمة بما لا يتعارض مع القانون المصري الذي لا يساعد على ذلك، ووجود هذه المحكمة في القاهرة مؤشر على انتهاء عهد اللجوء للقضاء العادي في حل القضايا الرياضية المصرية وما اكثرها ، فقد تحولت ساحات القضاء الى ملعب للمنازلات الرياضية ، وهو وضع سلبي للغاية يقلب أوضاع كثير من المؤسسات الرياضية رأساً على عقب.

Email