من بعيد

الصدمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تفق الساحة الرياضية المصرية من هول الصدمة التي فجرها قرار اللاعب محمد ابوتريكه بعدم المشاركة في المسابقات المحلية حتى يتم القصاص لضحايا حادث ستاد بورسعيد، وأكاد اجزم ان صدمة ابوتريكه ربما يكون لها تداعيات على جانب كبير من الخطورة قد تؤدي الى اعادة النظر فى عودة النشاط الرياضي المحلي الرسمي، والمؤشرات كانت واضحة في مناشدة وزير الرياضة للاعب بالعدول عن موقفه ومراجعة نفسه من اجل «أربعة ملايين شخص يعملون في الميدان الرياضي» وبدا كما لوكان الوزير يتوسل ابوتريكه في موقف له مغزاه بكل تأكيد.

وفي ظني ان قرار ابوتريكه أعاد التدفق لشرايين حركة الالتراس في وقت بدأت تفقد تعاطف الملايين من مختلف طوائف المجتمع ، كما انه اختار توقيتاً بالغ الدقة لاعلان قراره المثير قبل مباراة السوبر بساعات وقبل انطلاق الدوري بأيام ، ويعلم ابوتريكه انه يتحدى الدولة ويتحدى القيادة التي كان واحداً من المروجين لها قبل الانتخابات الرئاسية، ومع ذلك استسلم لضغوط عيال الالتراس وعددهم لا يتجاوز بضع مئات للوقوف عمدآ ضد عودة الاستقرار الامني والاقتصادي والسياحي من خلال عودة الحياة للملاعب، ولولا قرار ابوتريكه لما تصاعدت مظاهر العنف خلال الساعات الماضية ووضح انها مستمدة صخبها وعنفها من الموقف الصادم لهذا اللاعب صاحب التأثير على المشجعين.

ولا أؤيد حملات الهجوم والتجريح التي انهالت على ابوتريكه منذ تداول قرار اعتذاره عن اللعب المحلي، لانها تضعف من اي محاولة من جانبه لتهدئة تمرد المشجعين الصغار، وتجعله ضعيفا امامهم لا يملك خيارا اخر سوى الاستمرار حتى نهاية الطريق حتى لو ادى الى كارثة مواجهة بينهم وبين الدولة بكل هيبتها، وكنت اتصور ان النادي الاهلي قادر على التعامل مع لاعبه المفضل والتحاور معه بشكل متوازن لكنه تركه فريسة لصقور الالتراس الذين ضغطوا عليه وحاصروه بدعوى انتظار القصاص الذي قد لا يأتي بالعقوبات التي يتصورونها.

قرار ابوتريكه وضع قضية عودة النشاط الرياضي في نفق مظلم وكل مانتمناه ان تظل مجرد اعتذار عن المشاركة دون تصعيد مرفوض من المشاغبين ودون محاولات الهيمنة على ارادة الدولة والتي باتت هذه الايام على المحك وتحتاج الى إرادة نافذة لا تخاف ولا يرهبها قرار لاعب حتى لو بحجم ابوتريكه.

Email