من بعيد

تجنيس بطل رياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أصدق ما تردد حول تلقي بطل المصارعة المصري كرم جابر عرضاً من اللجنة الأولمبية القطرية بالانضمام الى معسكرات تدريب بالدوحة والخضوع لبرامج تدريبية مطولة تمهيداً للحصول على الجنسية والمشاركة بشعار «العنابي»، الخبر تم تداوله إعلامياً قبل عودة المصارع الأشهر من لندن بعد ساعات من حصوله على الميدالية الفضية لوزن 96 كجم، ليؤكد نبوغه الرياضي منذ حصوله على ذهبية وزن 84 كجم في أولمبياد أثينا عام 2004، ورغم خطورة الأمر عاد جابر الى الإسكندرية مسقط رأسه دون أن يجد أي استقبال رمزي حتى على مستوى المدينة.

*لم أصدق حتى سمعت كرم جابر بنفسي وهو من الأصدقاء المقربين، يؤكد صحة ما تتداوله وسائل الاعلام، وانه بالفعل تلقى تكريماً مادياً من الأخوة في اللجنة الأولمبية القطرية في لندن وكانت مبادرة سبقت أي رد فعل من بعثته الوطنية، وقال: نعم عرضوا علي الإقامة في الدوحة وتوفير كل التسهيلات الفنية بما فيها المعسكرات والمدربون المتقدمون، تمهيداً للعب باسم قطر في البطولات الدولية وربما الأولمبياد القادم.

*كلام المصارع به من المرارة الكثير لعدم حصوله على حقه من التكريم في بلده، باستثناء إطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة وتحديداً في منطقة الدقي، ولم يخف خيبة أمله لتجاهل وسائل الاعلام لما حققه من انجاز، مشيراً الى أنه يحمل الجنسية اليونانية منذ سنوات.

وفوجئ باحتفاء يوناني غير رسمي بميداليته رغم انه فاز بها كمصري وتحت شعار العلم المصري، ولم يدهشني استبعاد كرم قبول العرض القطري على الأقل في الوقت الراهن، احتراماً للظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر، فما أعلمه عن هذا البطل حبه الشديد لتراب وطنه لكنه يعشق اللعبة التي نجح فيها ووضعته في مصاف أفضل المصارعين في العالم ويسعى للاستمرار وحصد الألقاب.

وهو ما يتطلب توفير الإمكانات الفنية والمادية اللازمة، ولم يشأ أن يذكر ما تكبده من نفقات من ماله الخاص خلال فترات الاعداد قبل لندن وتنقلاته بين دول أوروبا للمشاركة في بطولات ومعسكرات دون أن يجد معاونة من الاتحاد المصري الذي يعاني هو الآخر من عدم توفر السيولة وهي المشكلة التي اعترف بها رئيس اللجنة الأولمبية وتسببت فيما يعرف بأزمة ملابس البعثة المصرية في أولمبياد لندن.

*قضية كرم جابر لا يجوز أن نفصلها عما يحدث للرياضة المصرية منذ اندلاع ثورة 25 يناير، من تجاهل وانعزال تام وانتهى الأمر بإيقاف كامل للنشاط الرياضي بسب مشكلة حدثت في مباراة لكرة القدم.

وتقف الألعاب الفردية في نفق مظلم لضعف نفوذ الاتحادات وخوف اللجنة الأولمبية من مناخ التخوين والتشكيك والانتقام وهو ما أدى الى الوقوع في خطأ شراء ملابس رخيصة لبعثة لندن، خوفاً من المحاسبة وطعنات المشككين، كل هذه العوامل ساهمت في تراجع نتائج مصر أولمبياً باستثناء نجاح كرم جابر ولاعب السيف علاء أبو القاسم في الحصول على ميداليتين.

*في ظني أن العرض القطري ليس جاداً وأن المسؤولين القطريين يدركون الوضع السيئ الذي يعيشه الرياضيون في مصر، لكنهم بالقطع يعلمون أن تداول مثل هذه العروض على البطل كرم جابر سيكون أمراً مستفزاً وسلبياً في مسار العلاقات الرياضية بين الجانبين، وفى تصوري أنهم يقدمون يد المساعدة الفنية له بعيداً عن أي أطماع اخرى وأرجو أن يكون ما أقول تفسيراً صحيحاً.

Email