شيكابالا في زعبيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

فور انتهاء المباراة، قال لي المدرب الفرنسي الشهير برونو ميتسو: أعجبني اللاعب الأسمر الصغير، إنه موهبة تحتاج إلى من يروضها، قلت له: اسمه شيكابالا، وهو لاعب صاعد واعد. حدثت هذه الواقعة عام 2003 عندما حضر ميتسو وكان وقتها مدرباً لفريق نادي العين إلى القاهرة وبرفقته وفد إداري رفيع المستوى للتعاقد مع مدافع نادي الزمالك مدحت عبدالهادي لمدة شهر واحد للمشاركة في بطولة أندية آسيا، وكنت في استقبالهم وترتيب مقابلاتهم، وأخذتهم إلى استاد القاهرة لحضور مباراة مهمة للزمالك مع الوداد المغربي.

ظهور ميتسو في استاد القاهرة تسبب في ضجيج إعلامي هائل، ووسط الزحام همس في أذني: أتمنى تدريب الزمالك يوماً ما بسبب شيكابالا، ولم أنس هذه العبارة من مدرب قدير له مكانته تعلق قلبه بلاعب شاهده لبضع دقائق، ويومها حاولت ترتيب لقاء مع (شيكا) كما يطلق عليه محبوه، لكن فشلت، فقد تبين أنه إنسان خجول إلى درجة كبيرة، ولا يحب الظهور الإعلامي على الإطلاق، حتى إنه الرياضي الوحيد في مصر الذي لم يظهر في أية وسيلة إعلامية مرئية أو مسموعة منذ أشتهر كلاعب له "كاريزما" غير عادية، وفى ظني أن تصريحاته الصحافية يدلي بها وكيل أعماله الذي يدرك رغبة لاعبه الأسمر في تفادي الأضواء مهما كانت مغرياتها.

ويبدو ان رغبة ميتسو القديمة وجدت قبولاً واتفاقاً من مسؤولي نادي الوصل، من اجل تقديم النجم الموهوب شيكابالا إلى كرة الإمارات وجماهير الإمارات، وقد أسعدني ما سمعته من النجم المخضرم فهد خميس بأن رغبة ميتسو وحدها لم تكن الدافع، بل تزامنت مع رغبة قيادات نادي الوصل، ومعظمهم ينتمون للعصر الذي كان نادي الوصل يحمل اسم الزمالك خلال السبعينات من القرن الماضي.

ولن أنسى تأثر رئيس الزمالك قبل توقيع عقد الإعارة، في مشهد يعكس حجم مشاعر المحبة التي يكنها جماهير هذا النادي العريق، والذين في الوقت نفسه رفضوا تجاوزات اللاعب ضد المدرب الكبير حسن شحاتة، وما لم يعلمه الكثيرون أن شيكابالا بادر بالاعتذار عدة مرات، وتوجه إلى منزل شحاتة دون جدوى، ولم يعترض شيكا على العقوبة المالية التي تستحق أن تسجل في تاريخ الكرة المصرية بالأضخم، فقد عاقبه النادي بخصم مليوني جنيه، وابتعد تماماً بانتظار العفو من المدرب، ولم يستغل الموقف إعلامياً، في موقف له دلالته ومغزاه، حتى أسدل الستار على الخلاف برحيل شحاتة.

وأتصور أن شيكابالا في دوري الإمارات سيكون "شكل تاني"، بعيداً عن المضايقات التي كانت تطارده من مشجعي الألتراس الأهلاوي في كل مباراة، ومع الوصل سيجد الهدوء النفسي الذي ينشده. أما أبناء الجالية المصرية الأعزاء، فهم على موعد معه في ملعب الوصل في زعبيل، وربما يكون ظهور شيكا مؤشراً لعودة نجوم الكرة المصرية إلى الإمارات.

Email