أوضاع الأولمبياد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتواصل الاهتمام بفعاليات الدورة الأولمبية، الحدث الرياضي الأعظم والذي يتابعه الملايين من شرق الكرة الارضية الى غربها باهتمام، استمتاعاًَ بالالوان الرياضية والالعاب الخلابة والأداء من اجل الفوز بروح خالية من العنف والشرور وبالحضور الجماهيري الراقي الذي يضفي الكثير من الجمال على المشهد بوجه عام، ونشاهد روعة التنظيم ودقة ترتيب المنازلات واحترام التحكيم والخلق الرفيع من اجل المظهر المشرف.

ولكن الوضع نجده مختلفاً في مصر.

فلا يوجد أدنى اهتمام بهذه الدورة بالذات عكس ماسبقها من احداث رياضية، وتعجب لأن مباراة مصر والبرازيل أذيعت عبر قناة واحدة مغمورة ولم تحظ بنسب مشاهدة إما لعدم معرفة موعدها، او تزامنها مع المسلسلات الدرامية صاحبة الصوت الاعلى في شهر رمضان، وتستأثر باهتمام الناس على اختلاف مشاربهم، ونلتمس لهم الاعذار فالمطلوب منهم متابعة مالا يقل عن 44 مسلسلا يظهر فيها ألمع النجوم واكثرهم شهرة، على مدار الـ24 ساعة يوميا بدون مبالغة من جانبنا، والنتيجة الطبيعية تقلص الاهتمام بالدورة الاولمبية الى أدنى الدرجات.

انه الاستغراق في الهم المحلي الداء الذي يسيء للاعلام المصري، وتشاء الاقدار ان تطل مشكلة حادث ستاد بورسعيد المؤسف مرة اخرى عقب الحكم الزلزال الصادر من المحكمة الرياضية الدولية قبل ايام وقضى بإلغاء عقوبتي ايقاف وهبوط النادي المصري البورسعيدي لمخالفتهما نظم الاتحاد الدولي.

هذا الحكم كان بمثابة العاصفة والطوفان، أيقظ مشاعر التعصب الجامح الذي توقعنا ان يهدأ بعد توقف النشاط الرياضي، لتتوالى التداعيات وردود الافعال التي وصلت الى حد اصرار روابط الالتراس على منع اي محاولات لاستئناف المسابقات الرياضية، والتهديد وتبادل الاتهامات ما بين النادي الاهلي من جهة واتحاد الكرة من جهة اخرى.

الاستغراق في المستنقع المحلي الرياضي، وانشغال الجميع بالمشاكل المحلية اصبح الكلمة العليا، وفي المقابل تنزوي الدورة الاولمبية بكل ما فيها من قيمة وروعة الى زاوية مهجورة على عكس العالم كله، ولست أفهم سر التحول في اهتمامات المصريين وسر تحولهم الى العنف والميل الى الخلاف والشجار والتشكيك في كل شيء حتى أحكام المحكمة الدولية الرياضية، وإلقاء الاتهامات دون دليل والجدال المستمر دون علم او ثقافة؟

ضاعت الدورة الاولمبية، الحدث الذي ننتظره كل أربع سنوات، لسوء الحظ بسبب تزامنها مع ثورة المشجعين الالتراس وغياب القيادة والأمن والقدوة.

Email