من بعيد

الرياضة الغائبة فى انتخابات الرئاسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

*لم تكن الدلالات ذات البعد الرياضي بعيدة عن تحركات معظم المرشحين لرئاسة مصر خلال الأسابيع الماضية ومع ذلك تبدو الرياضة الضيف الغائب الحاضر في مساجلاتهم ومناظراتهم ، وغائبة تماماً عن البرامج الانتخابية لكل منهم والتي يفترض أن تتضمن رؤية شاملة دون الدخول في تفاصيل حول نظرته كرئيس محتمل ، للرياضة بكل ما تتضمنه من عناصر فنية وإدارية واقتصادية وأخلاقية .

الدلالات رأيناها في اختيار الدكتور سليم العوا والدكتور ابوالفتوح إقامة بعض ندواتهم في ملعب نادي الشمس بالقاهرة، وتمسك الدكتور محمد مرسي بإقامة اهم مؤتمراته الدعائية في ستاد نادي المنصورة ، واعتراف عمرو موسى بتشجيعه للأهلي ويشاركه في ذلك منافسه اللدود عبد المنعم ابوالفتوح الذي كشف عن عضويته للأهلي ، وأما حمدين صباحي مرشح الشباب فقد كشف عن انتمائه للزمالك من خلال شعار النادي الملصق في سيارته .

ولم تكن المشاكل الرياضية بمنأى عن مناورات المرشحين ، فقد اجتمعوا على التنديد بحادث ستاد بورسعيد الذي يلقي بظلاله على الرياضة المصرية حتى اليوم لا نظن انه سيضيع في زوايا النسيان قبل سنوات قادمة ، وعلى استحياء لمس بعضهم مظاهر الاحتقان في الملاعب في سياق طرح نقاط الضعف خلال العهد السابق وهى المظاهر التي زادت وتضاعفت وبلغت حد إزهاق الأرواح عقب الثورة المجيدة ، وانتهت إلى إيقاف النشاط الرياضي الجماهيري دون بارقة أمل في استئنافه في القريب العاجل.

*ورغم هذه الأجواء وتداخل الرياضة مع الامن مع الانتماءات السياسية ، لم يشر أي من المرشحين لرؤيته في إصلاح هذا القطاع الهام والحيوي ، وهم يدركون ان غياب الروح عن الملاعب يعود بنتائج عكسية في الميادين والشوارع ، وغاب عن المرشحين للأسف الشديد ان واحدة من اخطر الحوادث بعد الثورة كانت شرارتها قد اشتعلت في مباراة رياضية بين الأهلي واسوان وانتقلت الى مقر وزارة الداخلية والسفارة الإسرائيلية وكذلك السفارة السعودية ، وشوهدت شعارات الأهلي والزمالك واضحة مع من قاموا بالتخريب والحاق أضرار بالغة بالمصلحة العامة للدولة.

*تمنيت أن يفتح المرشحون وتحديداً المتنافسون بقوة ،عمرو موسى وأحمد شفيق وأبوالفتوح ومحمد مرسي وحمدين صباحي الملف الرياضي وان نسمع من احدهم بأهمية رعاية الدولة للرياضة باعتبارها صناعة ذات أهداف ترويجية لسمعة الوطن من ناحية وأهداف استثمارية تحقق عوائد اقتصادية لصالح الأندية من ناحية اخرى ، ولكن حتى الآن لم نسمع أو نقرأ عن الرياضة في البرامج الانتخابية وكأنها من الممنوعات .

*تعلمنا مما يحدث في مصر منذ بداية الطوفان الحالي ان السياسة ليست في عزلة عن باقي القطاعات بل لعلها الحقيبة التى تضم هموم الوطن بالكامل والرياضة واحدة منها ، وبالتالي لا يجوز مطلقاً تجاهل الرياضة رغم أهميتها البالغة على الصعيد الدولي ، والمثال قريب : كم يساوي دعائيا رفع العلم المصري في اوليمبياد لندن وسط دول العالم ؟

Email