«توازن».. جلسات بالعربية للتأمّل والصحة الذهنية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى رائدة الأعمال سونا زعبي عثمان إلى نشر ممارسة التأمل في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تطبيق خاص على الهواتف المحمولة. ومن ثم، فقد قامت سونا في أكتوبر 2019 بتدشين تطبيق «توازن» باللغة العربية، والذي سرعان ما اجتذب اهتمام الكثيرين لدرجة أن عدد مرات تحميل التطبيق وصلت إلى 5000 مرة خلال الشهر الأول من طرحه.

تقول سونا: إن «التوازن» هو أساس الحياة، وكلنا بحاجة إلى الوصول إلى مرحلة التوازن في حياتنا. فبعد أن استفدت على المستوى الشخصي من ثمار ممارسة التأمل، أردتُ أن أبتكر مُنتجاً متميزاً وجذاباً ليس فقط سهل الاستخدام، ولكنه يُساعد أبناء المنطقة العربية على الاستمتاع بالصحة والعافية بصورة عامة في حياتهم.

وإدراكاً بإمكانيات تطبيق «توازن» على النمو، ولاسيما في الوقت الذي يصل فيه حالياً متوسط عدد المستخدمين النشطين للتطبيق 18500 مُستخدم، فقد قام صندوق «ابتكار»، وهو صندوق يستثمر في الشركات الفلسطينية الناشئة المبتكرة، بضخ استثمارات في تطبيق «توازن» في شهر إبريل من العام الحالي.

وتوضح سونا: «ليس فقط المستخدمون وصندوق ابتكار وحدهم من يؤمنون بقدرات وإمكانيات تطبيق «توازن»، فقد قامت الشركة الناشئة الحاضنة للتطبيق، والتي تتخذ من رام الله مقراً لها، بافتتاح مكتب لها في أبوظبي بعد فوزها في مسابقة «هب 71 للنمو في الشرق الأوسط وأفريقيا» في إبريل، وبعدها الفوز في مسابقة «منتدى إم. آي. تي لريادة الأعمال في العالم العربي» في شهر يونيو aمن العام الحالي.

ويعمل القائمون على التطبيق في ظل ما حصل عليه من تمويل، على زيادة انتشاره في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وخاصة عبر دول مجلس التعاون الخليجي. ويُخطط القائمون كذلك لإدخال المزيد من التأملات باللغة العربية وطرح منتجات جديدة للمستخدمين.

سوق سريع النمو

تبلغ قيمة سوق الأنشطة التجارية المرتبطة بموضوع التأمل، وفقاً لتقرير حديث صادر عن وكالة ستاتيستا، أكثر من مليار دولار في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر الأسواق في هذا المجال على مستوى العالم، ومن المتوقع أن ينمو هذا السوق ليصل إلى أكثر من ملياري دولار بحلول عام 2022.

وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الأمريكيين هم وحدهم من انجذبوا واهتموا بالتأمل، حيث إن هناك أناساً من شتى أنحاء العالم يسعون للاستمتاع بلحظات من السلام والاسترخاء والاستمتاع بالصحة والعافية بصورة عامة في ظل حياتهم المزدحمة والمليئة بالضغوطات، ولاسيما خلال الأوقات العصيبة التي نشهدها اليوم جراء انتشار وباء فيروس كورونا.

وتوضح سونا هذه النقطة بقولها: «لقد أصبح من السهل الآن على الناس التواصل داخلياً مع أنفسهم وممارسة اليقظة الذهنية بمساعدة التكنولوجيا. ويمكن كذلك من خلال التكنولوجيا تعليم الجيل الجديد والأجيال الشابة كيفية ممارسة «التأمل»، وهو أمر استغرق منا سنوات لنتعلمه».

دعم التأمل بالعلوم

عندما سمعت سونا لأول مرة عن فوائد ممارسة اليقظة الذهنية والتأمل، شعرت بالفضول والإثارة الشديدة لتعلُم المزيد عن هذه الموضوعات.

وتضيف سونا: «في ظل دراستي للهندسة الكيميائية، فقد بدت لي هذه الموضوعات أكثر روحانية وبعيدة عن المادية. ولكن، بدأت بعد ذلك في البحث عن معلومات ومقالات علمية عن موضوعات اليقظة الذهنية والتأمل. ووجدتني في الأخير أقع في حب هذا المجال».

وتشير بعض الأبحاث إلى أن ممارسة التأمل قد تُقلل من ضغط الدم وأعراض متلازمة القولون العصبي والقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وحتى الأرق في بعض الأحيان. وفي الوقت نفسه، يستشهد تطبيق «توازن» بدراسة وجدت أن الأشخاص، الذين مارسوا تدريبات اليقظة الذهنية يومياً على مدى ثمانية أسابيع، طرأت عليهم تغييرات ذهنية مرتبطة بالذاكرة والوعي الذاتي والتعاطف والتوتر.

وتعود سونا للحديث قائلة: «بعد أن تعرفت على طبيعة العلاقة بين العقل والجسد، أردت اكتشافها بصورة أكثر وتسليط الضوء عليها في منطقة الشرق الأوسط. إن هناك ما يقرب من ألف تطبيق للتأمل في مختلف أنحاء العالم، ولكنها ليس أي منها باللغة العربية. إن الاستماع إلى جلسات التأمل بلغتنا الأم هو أمر يؤثر فينا بصورة كبيرة، حتى لو كنا نتقن لغة أخرى. إن هذا الأمر يؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل».

ومن ثم، ليس الأمر في حاجة لأن نوضح كيف أن مجال اليقظة الذهنية ينتظره مستقبل واعد.

وتختتم سونا الحديث قائلة: «إننا نؤمن من خلال تطبيق «توازن» بقيمة العقل العربي، ونؤمن كذلك بقدرة العقل العربي على النمو والتطور، ولاسيما من خلال ممارسة تدريبات اليقظة الذهنية والتأمل».

* صحافية وباحثة اجتماعية

Email