تكليف له دلالاته

ت + ت - الحجم الطبيعي

أغلب الفائزين في انتخابات المجلس الوطني يستقبلون جموع المهنئين بمناسبة انتخابهم لعضوية المجلس التي حصلوا عليها، والتي حتماً لم تأت من فراغ بل نتاج ما بذلوه من جهد وعطاء، هذا على الرغم من توقعنا أن يستعدوا لمهماتهم التي ينتظرها الناس، فهي أهم من التهاني والاستقبالات وأي شكل من أشكال الاحتفاء بالفوز.

الناس ينتظرون من أعضاء المجلس الوطني الكثير، وبوسع كل فائز أن يكتفي بشكر من منحه صوته عبر الإعلام، ويكافئهم فعلياً بالمضي قدماً في طرح همومهم وقضاياهم تحت قبة البرلمان، وأن يكون أميناً في حمل مسؤولية من وثقوا فيه ومنحوه صوته، الذي أشدد على أنه لم يأت من فراغ، بل نتاج تعبه شخصياً وقناعة الناس به.

المنصب تكليف لمزيد من العمل والعطاء وليس تشريفاً، ولا نريد أن تتحول التهاني والاحتفالات إلى ظاهرة قد تطغى على ما ينتظره الناس من أعضاء المجلس الوطني. عضوية المجلس الوطني الاتحادي أو أي منصب يتقلده أي شخص تتطلب مزيداً من الإخلاص والعمل والعطاء، وأن يكون الميدان هو الرهان على ذلك لا موائد الاحتفال وتلقي التهاني.

نحن هنا لا ننكر فرحة الفوز وبهجة الوصول إلى المجلس الوطني، لكننا لا نريد أن نتحول تدريجياً إلى شكل آخر، عبر الاستغراق في التهاني بأشكال مختلفة، فالناس يريدون إنجازاً وتفرغاً للمهمات يجعل كل الشعارات متطابقة مع الواقع، ولا يمكن هنا أن يرضى الناس إلا عند شعورهم بأنهم أمام خيارات صائبة، تؤدي مهماتها وفقاً لما هو منتظر منها.

وحتى لا يبرر هذا الفعل بأنه حق مكتسب للناخب من مرشحه أو رد جميل لهم منه، ينبغي على المرشح الذي نال عضوية المجلس الوطني الاتحادي أن يفهم بشكل أكثر عمقاً المهام الملقاة على عاتقه، وأن يكون أكثر استيعاباً لما هو مطلوب منه في المرحلة المقبلة، وأعمق إدراكاً لأدواره البرلمانية التي يجب أن يلعبها كما ينبغي بعيداً عن غيرها. لا نفسد عليهم فرحة الفوز، لكننا نقول إن احتفالنا بهم حقاً يكون عند إنجازاتهم، التي ننتظرها، فموقعهم تكليف وليس تشريفاً.

Email