حلم شاب أن يكون خطيباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت قد كتبت قبل أيام عن الشباب المواطنين الذين بتنا نراهم يعتلون منابر المساجد، يرفعون الأذان ويئمون المصلين ويلقون خطب الجمعة، ضمن خطة طموحة لافتة تنتهجها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف..

وتعليقاً على ذلك، كتب أحدهم حكاية شاب إماراتي يحلم منذ الصغر أن يكون خطيباً، وكان بارزاً بين أقرانه بتميزه في الإذاعة الصباحية، وتنبه لذلك معلموه، فكان صوته العذب في تلاوة القرآن هو أفضل ما يستهلون به يومهم، وبتشجيع من معلمي مادة التربية الإسلامية، كان دائم المشاركة في مسابقة الخطابة، وكان أحسن من يلقي الخواطر الصباحية، وغالباً ما كانت تكون ارتجالية، باختصار، كان بليغاً نابغاً في هذا الشيء، وتوقع الجميع له مستقبلاً باهراً في الخطابة، التي كانت من الأمور المحببة إلى نفسه.

في العام الماضي حصل على شهادة الثانوية العامة، وكله أمل في أن يعتلي المنبر ويصبح إماماً وخطيباً، وتقدم إلى الجهات المختصة وقدم للاختبارات وفوجئوا بمستواه في الخطبة الارتجالية، لكن رفضوه، والسبب كما يقول "لا تنطبق عليه بعض الشروط المنصوص عليها، وهي أن يكون العمر 30 عاماً، وأن يكون متزوجاً".

كان الرفض قاسياً على شاب أراد أن يكون خطيباً وإماماً في مقتبل العمر، فلم يجد سوى أن يقبل أن يكون إماماً بمكافأة شهرية تتراوح بين 2000 و6000 درهم، فلا يحرم أمله في أن يؤم المصلين ويخطب فيهم.

قد نتفق مع قرار السلطات في رفض طلب الخطيب الصغير، ولكن كان في الإمكان احتواء هذه الموهبة الجميلة، وتقديم الدعم لها بقبولها بين صفوف الأئمة الكبار، وتعليمه وتأهيله وتأمين ما يسد حاجة أسرته، فلربما كان في حاجة لأن يعمل ويكسب.

بل وربما كانت الشروط في حاجة إلى إعادة النظر، مثل أن يكون الإمام والخطيب لا بد أن يكون في الثلاثين من العمر ومتزوجاً، وأنى له أن يتزوج ما لم يكن لديه ما يعينه على ذلك، الأمر في حاجة إلى شيء من المرونة على الأقل مع الشباب المواطنين حتى ينخرطوا في هذه المهنة، ويؤدوا هذه الرسالة بكل اقتدار.

حلم هذا الشاب في أن يصبح إماماً وخطيباً، نضعه بين يدي الدكتور مسلم بن حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ليأخذ على عاتقه مسؤولية تبني واحتضان هذه الموهبة، وصقلها وتأهيلها لأن يكون صاحبها مميزاً ومبدعاً واسماً لامعاً في قائمة الأئمة والخطباء.

Email