المواهب والخوف

أتعلمون لماذا نحن ننظر بشيء من الخوف لما يخبئه مستقبل كرة القدم الإماراتية؟

ليس لأننا متشائمون، كما يتصور البعض، وليس لأننا ضد اتحاد الكرة، كما يتوهم البعض، ولكن لأن الواقع هو ما يدفعنا دفعاً لهذه النظرة المتوجسة خيفة، فالمواهب تكاد تندثر من حقبة إلى أخرى، والنجوم لم يعودوا يبزغون في المستطيل الأخضر، كما هي الفترات السابقة، فلو مررنا بعجالة على محطات منتخبنا الوطني لكرة القدم منذ تشكيله الأول في بطولة الخليج الثانية، لوجدنا أن الأسماء اللامعة في الأبيض في تناقص مستمرة، من عقد زمني إلى آخر.

ربما يقول قائل إن قلة النجوم باتت ظاهرة عالمية، تعاني منها أكبر المنتخبات ذات الصيت، التي سبق لها بالتتويج بكأس العالم لأكثر من مرة، أقول نعم، لا أحد ينكر هذا، وهذا يدعم كلامي لا ينفيه، فلأن المواهب في المنتخب البرازيلي، مثلاً، لم تعد بقيمة بيليه وغارينشيا وإيدير وزيكو وسقراط ورونالدو ورونالدينيو وروماريو وروبيرتو كارلوس، شاهدنا كيف تراجع السليساو عن ألقابه الكبير، بل وبات يتجرع الهزائم الثقيلة التي لم يعتدها عشاقه.

ولأن الموهبة الواحدة لا يمكن لها أن تقود المنتخبات إلى الألقاب الدائمة، تابعنا كيف عجز البرتغالي كريستيانو رونالدو عن قيادة منتخب بلاده للعب أدوار البطولة في المراحلة المتقدمة من بطولات العالم التي خاضها، باستثناء اللقب الأوروبي الوحيد الذي شارك فيه وهو مصاب، وكما ذكرت، هذه الأمثلة تؤكد أن التخوف من المستقبل الكروي الإماراتي، أمر تدفعنا إليه الوقائع، وليس التشاؤم أو الشخصنة، فالأبيض في مراحله الصاعدة، بات يعاني من قلة المواهب، لذا، بات من الضروري أن نعيد التفكير في موضوع الأكاديميات بصورتها الحالية، ففي السابق، كانت «الفرجان» هي منبع الذهب لمختلف الأندية، وكان للكشافين الدور الأكبر في اختيار هذه المواهب، ودفعها إلى مصاف الفرق، كبيرها وصغيرها، ولكن الآن تغيرت الصورة، وأخذت الأكاديميات، سواء التابعة للأندية أو التجارية، دور «الفريج»، لكن المردود لم يعد بنفس النوعية والخامة التي كانت سابقاً.

وكون الشيء بالشيء يذكر، فالطريقة الوحيدة للتغلب على قلة المواهب والنجوم الذين يقلبون نتيجة أي مباراة بلمسة ساحرة، يجب علينا اللعب بروح الفريق الواحد، الذي كل لاعب فيه بقيمة النجم الكبير ثقة وإصراراً.

صافرة أخيرة..

ما دفعني لكتابة الكلمات السابقة، ذلك الخبر القائل إن قائمة أفضل نجوم آسيا، تخلو من أي لاعب إماراتي، بعد أن كانت كرتنا متوجة باللقب لسنتين متتاليتين، عن طريق أحمد خليل وعموري.