البحث عن النقطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أعلم ما آلت إليه نتيجة مباراة المنتخب المصري الشقيق ونظيره الروسي مستضيف المونديال، حيث كتبت هذه الزاوية قبل اللقاء الذي كان ينتظره الملايين من المصريين والعرب، لذا أرجو أن تكون النتيجة صبت في مصلحة محمد صلاح وزملائه، لتحقيق أول انتصار عربي أو ربما نقطة التعادل على أقل تقدير.

فالجولة الأولى للمنتخبات العربية لم تأت بإضافة حقيقية سوى الحسرة والندم على ضياع نقطة من كل من مصر والمغرب وتونس في الدقيقة التسعين، في المباريات الثلاث التي خاضتها هذه المنتخبات في ظهورها الأول في مونديال 2018، ولأن التعادل بات بمثابة بطولة بحد ذاته لدينا نحن العرب، كان رد الفعل قوياً حتى خيّل إليّ أن أحد منتخباتنا الثلاثة كان يلعب على اللقب العالمي وليس مجرد مباراة أولى في هذا المحفل الكبير.

صفر الجولة الأولى، محصلة لا تليق، بكل المقاييس، بمنتخبات أقلها مشاركة يحضر للمونديال للمرة الثالثة في تاريخه الكروي، فما بالك لو كانت المشاركة هي الأولى كحال المنتخب البنمي مثلاً، فأعتقد أننا سنقيم مهرجانات احتفالات لو انتهت مبارياتنا بالخسارة بفارق هدف أو هدفين.. ما تحصلت عليه المنتخبات الأربعة في الجولة الأولى، بغض النظر عما ستسفر عنه باقي الجولات، بحاجة إلى مراجعة كاملة، فليس من الطبيعي أن تحضر وتشارك نسخة بعد أخرى ولا تحدث أي تطوراً على مستواك ونتائجك، ليس من الطبيعي أن تبقى مكانك سر، بل إن البعض تراجع مستواه عما سبق، وباتت النقطة وكأنها اللقب الغائب عن خزائن اتحاداتنا العربية الموقرة.

مازلنا نفتقد المنظومة الاحترافية كاملة، فحتى مع وجود بعض اللاعبين المحترفين خارج ديارهم، إلا أن التعامل كمجموعة كاملة لم يتجاوز فكر الهواية حتى الآن، فالإدارة في مجملها مجموعة من الهواة وغير المتفرغين، وبعض المدربين هواة، فلابد أن تكون المحصلة صفراً في النقاط وأكثر من الصفر بقليل في الأداء.

يجب على منتخباتنا وإدارات اتحاداتنا العربية أن تجدد الفكرة في ما يتعلق بالمونديال، فالاكتفاء بالصعود واعتباره إنجازاً قومياً تقام من أجله الاحتفالات والاستقبالات الرسمية وغير الرسمية، وتعقر فرحاً به الجمال والعجول، لن يضيف أي جديد إلى التطلع إلى المستقبل، إذا كان في الأصل تطلعاً للمستقبل، لابد للمنتخبات التي لديها نجوم بقيمة محمد صلاح أن تعرف كيف تستثمره بشكل صحيح، لكي يكون لديها أكثر من محمد صلاح في كل خطوط الفريق.

وعلى من يريد أن يكون في صفوف منتخبه من هم على شاكلة «مو» صلاح ونجوميته، أن يبحث أولاً عن أسباب عدم وجود من هم بقيمته أصلاً، مع أننا نمارس كرة القدم بشكلها الرسمي منذ عقود ليست بالقليلة، وسبق لنا الحضور المونديالي مرات عدة، فلا في المرة الأولى ولا الثانية ولا الخامسة استفدنا، وإذا بقينا على حالنا لن نستفيد حتى لو شاركنا للمرة العاشرة.

إنها يا سادة منظومة كاملة يجب الاعتناء بها كاملة، والدخول فيها بشكلها الصحيح، فالسؤال المطروح منذ سنوات طويلة، ماذا نريد من كرة القدم؟ لم نجد جوابه الفعلي حتى الآن، لذلك ستبقى نقطة التعادل هدفنا الأسمى في المونديال.

Email