«فزعة» ذوي القربى

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم رئيس الاتحاد الأردني للعبة، أحدث حراكاً واسعاً في الشأن الكروي العربي والقاري والدولي، فمنذ أن أعلن ترشحه رسمياً لمنافسة رئيس دولة كرة القدم العالمية جوزيف سيب بلاتر على كرسي الرئاسة، أصبحت حواراته ومشاركاته مثار متابعة وجدل كبيرين..

فما أن يتحدث لوسيلة إعلامية، سواء مقروءة أو مرئية، حتى يتم التركيز على ما يقوله ويتناقله المهتمون بالشأن الكروي، وخاصة الانتخابات المقبلة للفيفا، مع الكثير من التحليل والتشخيص والتأمل، ورغم ابتعاده منذ فترة ليست بالقصيرة عن الحوارات المطولة لاسيما تلك التي تتعلق بالانتخابات، إلا أن حواره الأخير مع الزميل عبدالعزيز الغيامه بصحيفة الشرق الأوسط، أعادنا من جديد إلى الجزئيات التي تثير الجدل لاسيماً فيما يتعلق بالدعم العربي والآسيوي لابن جلدتهم الأمير علي بن الحسين.

المرشح العربي الآسيوي الوحيد وسط ثلاثة متنافسين أوروبيين، هم الرئيس الحالي بلاتر والنجم البرتغالي العالمي السابق لويس فيغو، والهولندي فان براغ، يدخل المعترك الانتخابي لرئاسة إمبراطورية «فيفا» وهو نظرياً «غاسل يده» من دعم الاصدقاء الآسيويين، وغير واثق من دعم أشقائه العرب، فكبار القارة الآسيوية قالوها صراحة نحن مع بلاتر..

والعرب رغم توصيات وزراء الشباب والرياضة بدعم علي بن الحسين، إلا أن الصورة ضبابية إلى أبعد الحدود، ومع هذا يحسب للأمير أنه لم يرفع الراية البيضاء، ولم يصب بالإحباط، وأعلن في مختلف المناسبات ومنها حواره المنشور يوم أمس أنه سيمضي قدماً في المعركة الانتخابية، ولم ينسحب وهذا شجاعة يستحق عليها كل التقدير والاحترام.

الأمير علي بن الحسين لم يسد الباب تماما أمام حسابات اللحظات الأخيرة، وألقى الكرة في الملعب العربي تحديداً عندما وجه حديثه إلى الشيخ أحمد الفهد، بثقله الآسيوي المعروف، الذي لا يستهان به حيث أثبتت التجارب الانتخابية السابقة مدى ما يتمتع به من حضور مؤثر في الوسط القاري، وخاطب فيه الحس العروبي، وضمير ذوي القربى حتى ينال «فزعتهم» قبل ظلمهم، وبغية أن تتغير الأمور في اللحظات الحاسمة، فالجميع يدرك أن اللعبة الانتخابية لا تنتهي حتى تصل ورقة الترشيح إلى قاع الصندوق.

الأمير علي بن الحسين حاول أيضا طمأنة القطريين إلى أن بلاتر لن يدافع عن ملف مونديال 2022 كما يتوقع البعض، مثلما سيدافع هو عن هذا الملف في حال فوزه برئاسة الفيفا، الصرخة الأخيرة وجهها ابن الحسين لدول القارة عندما قال إن استمرار بلاتر على كرسي الرئاسة بدعم الآسيويين سيجعل القارة مثاراً للسخرية وستكون ألعوبة في السنوات القادمة..

Email